قال رئيس حكومة تسيير الأعمال رامي الحمد الله "إنه مهما اختلفت المناصب والمسميات والظروف، كلنا جنود لخدمة الوطن وتعزيز صموده، ولقد تشرفت بالعمل معكم خلال منصبي كرئيس للوزراء، وإنني على ثقة بأن الحكومة الجديدة ستراكم على ما حققتموه نحو المزيد من تعزيز الصمود الفلسطيني، وتنمية القدرة على مجابهة التحديات".
جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح وتدشين مدرسة كروم الشمالي الأساسية للذكور، التي تعد المدرسة الـ 1000 من المدارس الجديدة التي شيدتها وزارة التربية والتعليم منذ نشأتها، اليوم الخميس في بيتونيا بمحافظة رام الله والبيرة، بحضور وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، ووزير الاشغال والاسكان مفيد الحساينة، ورئيس بلدية بيتونيا ربحي دولة، ومدير مدرسة ذكور الكروم الشمالية الأساسية ياسر قصراوي، وعدد من السفراء، وممثلي الدول المانحة، والشخصيات الرسمية، والاعتبارية.
وأضاف: أحييكم جميعا كل من موقع عمله ومسؤوليته، وأنتم تنقلون بلادنا إلى مصاف الدول المهتمة برأسمالها البشري، وبتكريس بنية وبيئة واعدة ومحفزة لنمو وتطور أطفالها، وشبابها،
ووجه الحمد الله باسم الرئيس محمود عباس التحية لمناسبة يوم المرأة العالمي إلى المرأة الفلسطينية الشهيدة والاسيرة والجريحة والفلسطينيات كافة، متمنيا لهن دوام الصحة والعافية.
وأضاف الحمد الله: "أشارككم اليوم افتتاح وتدشين "مدرسة كروم الشمالي الأساسية للذكور"، التي تعتبر بنية أخرى نضيفها إلى مؤسسات الوطن، لتكون بكل اعتزاز وفخر، "المدرسة الألف" من المدارس الجديدة التي شيدتها وزارة التربية والتعليم منذ نشأتها، وقد تم تشييد هذه المدرسة، وفق معايير مستدامة، ولتضم سبع عشرة غرفة صفية، حيث تعد الأكبر حجما والأكثر تكلفة.
نيابة عن فخامة الأخ الرئيس محمود عباس، أشكر السواعد والخبرات التي ساهمت في بناء المدارس فهذه هي رسالة أمل لامحدود، واستثمارٌ في مستقبل أبناء فلسطين وفي الحياة في رحابها".
وتابع: "لقد واصلت الحكومة خلال سنوات عملها مسيرة التربية والتعليم، وراكمت على ما بنته الحكومات السابقة من تجربة ملهمة في توفير بنية تحتية آمنة ومحفزة للتعلم والتعليم، حيث أردنا للعمل الحكومي أن يكون مقاوما للتحديات، قادرا على تجاوز الأزمات، منصبا في قطاع التربية والتعليم، على تأهيل الأبنية التعليمية وصيانتها، خاصة التي هدمت أو تضررت في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المـتكرر
وعملنا على التوسع في بناء المدارس الجديدة، لضمان الوصول بخدماتنا التعليمية لبناتنا وأبناءنا الطلبة في كل مكان، وتكريس تعليم نوعي جامع وآمن، مع إفراد موازنات وخطط عمل لحماية المؤسسات التعليمية في القدس وترميمها، لتعزيز صمود أهلها وصون منهاجها الوطني في مواجهة كل محاولات الاقتلاع".
وأوضح الحمد الله: "لقد كان التطور الذي ننشده وأسسنا له، هو إحداث نهضة وتنمية شاملة في منظومة التربية والتعليم بكافة مكوناتها ومراحلها، وبما يشمل المضامين والبنى والأدوات والأساليب التعليمية، فأطلقنا المناهج الفلسطينية الجديدة، وأدمجنا التعليم المهني والتقني بالتعليم العام، ووسعنا النشاطات اللامنهجية واستخدام التكنولوجيا، وأنشأنا مدارس الإصرار في المشافي، ومدارس التحدي في المناطق المهددة والمهمشة، بتمويل فلسطيني خالص وبسواعد وعقول وطنية".
واستدرك: "إننا نخوض اليوم، معركة الوجود والصمود، ونجابه بكل ما أوتينا من قوة وبقاء وثبات، الانتهاكات الإسرائيلية التي تستهدف أبناء شعبنا بالقتل والاعتقال والتنكيل، حيث تفرض إسرائيل مخططات التهجير والاقتلاع في القدس ومحيطها وتجمعاتها البدوية، وفي الأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)، وتحاول تفريغ مدينة القدس من قادتها وشخصياتها الوطنية، ومن مؤسسات الأونروا
وتواصل تهديد المدارس واستهداف وترويع طلبتها ومنعهم من الوصول إلى مدارسهم. وقد أقدمت أول أمس، على هدم مبنى قيد الإنشاء يتبع مدرسة الرازي في مخيم شعفاط، في سياق حرب للإجهاز على التعليم في فلسطين وتجريده من مقومات صموده.
ففي العام الماضي وحده، هدمت إسرائيل وأوقفت العمل في خمس مدارس، وتم هدر 1460 ساعة دراسية جراء عدوان الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه، وطالت هذه الانتهاكات حوالي ثمانية وثلاثين ألف طالب وطالبة، وهناك اليوم 50 مدرسة مهددة بفعل هذه الانتهاكات" .
واردف الحمد الله: "إن كل هذا يبرز طبيعة الصراع بين إرادة الهدم، وبين صور البناء والتطور التي يبديها شعبنا في كافة مناحي الحياة، وهو يتصدى للاحتلال وقيوده وممارساته. ويمثل بناء المدارس أحد أوجه الإصرار على الحياة والتقدم.
ولهذا أردنا لمدارسنا أن تكون بمعايير دولية، وأبنية خضراء وصديقة للطفل، وبما يسهم في استيعاب الزيادة الطبيعية في أعداد الطلبة والتخلص من المباني المستأجرة غير المناسبة، واعتمدنا عناصر استدامتها وتطورها، من خلال استخدام الطاقة البديلة النظيفة بتركيب أنظمة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح المدارس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتبنينا فكرة الصف الدوار في عدد من المدارس، وأنشأنا مشروعا تجريبيا هو الأول من نوعه في فلسطين، بنظام الجيوثيرمال، الذي يستخدم حرارة باطن الأرض الثابتة لتكييف الغرف الصفية في الصيف وفي الشتاء".
وقال: إن مدارس فلسطين هي قصة نجاح وتحدي وإرادة لترسيخ الحق الفلسطيني في التعلم والتعليم والتطور، كما هي شاهدةٌ على الجهود الكبيرة والجمعية التي وضعتها وزارة التربية والتعليم وطواقمها ومهندسوها، والمعلمون والمعلمات، ورواد العمل التربوي، وكافة مكونات أسرة التربية والتعليم.
ومع إنشاء مدرسة ذكور الكروم الشمالية الأساسية، يصبح عدد الغرف الصفية المنشأة، منذ تأسيس الوزارة، حوالي سبعة عشر ألف غرفة صفية، بما يخدم حوالي 300,000 طالب وطالبة، وهو ما يعادل حوالي ثلث عدد الطلاب في فلسطين. وهذا لم يكن ليتحقق لولا انخراط والتفاف المجتمع المحلي والخيرين من أبناء شعبنا، والشراكة والتعاون الاستراتيجي مع الدول والمؤسسات المانحة. ونتمنى في ضوء الاتفاقيات التي وقعناها مؤخرا مع البنك الإسلامي للتنمية وعدد من الدول الصديقة، مواصلة بناء وتشييد المزيد من المدارس الواعدة، التي لن تكون إلا منابر لصنع المعرفة وصقل المهارات والنهوض بإمكانيات الطلبة، وترسيخ الهوية الفلسطينية الموحدة والجامعة".
وقدم الحمد الله شكره للدول المانحة والصديقة التي دعمت وتدعم قطاع التعليم الفلسطيني، ولأسرة وزارة الدفاع الفلسطينية وزارة التربية والتعليم على جهودهم المبذولة، بالإضافة الى بلدية بيتونيا على جهودها المبذولة في خدمة المواطنين.