ندد رجال الدين الإسلامي والمسيحي والسامري اليوم الثلاثاء، بقمع ميليشيا حماس للمتظاهرين في قطاع غزة.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقد في مقر ديوان قاضي القضاة، بحضور قاضي القضاة الشرعيين ومستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، ومفتي القدس والديار الفلسطينية محمد حسين، ووزير الأوقاف والشؤون الدينية يوسف ادعيس، وكاهن الطائفة السامرية حسني السامري
والرئيس الروحي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك الأب عبد الله يوليو، والارشمندريت الياس عواد، والأب جورج عواد رئيس طائفة الروم الأرثوذكس في جفنا، وارسانيوس الاورشاليمي طائفة الاقباط، وعدد آخر من رجال الدين.
وقال الهباش، "أمام ما يتعرض له شعبنا ومواطنينا في قطاع غزة، الذي يعيش بين مطرقة الاحتلال وسندان الانقلاب والانقسام الهمجي الذي تمارسه حماس ضد النساء والأطفال، والتي تخالف الدين والحس الوطني، تداعى رجال الدين على اختلافهم والتي تمثل الكل الفلسطيني من مسلم ومسيحي وسامري، ليقولوا كلمة حق في وجه الظلم والعدوان والإرهاب الذي تمارسه حماس ضد أهالي قطاع غزة، من انتهاك للبيوت والحرمات والاعتداء على الآمنين".
وتابع أن المواطنين خرجوا في قطاع غزة بشكل سلمي بدافع معاناتهم، رافعين شعار بدنا نعيش كمطلب وحق اصيل من حقوق الانسان في ان يعيش بحرية وكرامة وان تحترم انسانيته وان توفر له كافة مقومات الحياة، الا انه تم مواجهتهم من ميليشيا حماس التي تختطف قطاع غزة.
وأوضح ان رجال الدين يقفون الى جانب أبناء شعبهم، وانه لا يمكنهم الوقوف موقف الحياد بل انهم ينحازون الى جانب الحق، والى جانب الشعب الفلسطيني، مؤكدا ان النبي (ص) كان يقرن بين الكفر والفقر في قوله "اللهم إني اعوذ بك من الكفر والفقر".
ووجه رسالة الى حماس قال فيها، "اتقوا الله في شعبنا وفي الآمنين الأبرياء وفي النساء والأطفال، لان إيذاء الناس سينزل غضب الله".
من جانبه قال حسين، "ان غزة هي حاضنة الشهداء والأسرى والجرحى، ومنذ أحداث 2007 قلنا ان الحكم الشرعي ان الدم الفلسطيني محرم ولا يجوز ان يستباح، وان البندقية التي توجه الى صدر الفلسطيني هي بندقية مشبوهة، لان كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه. وانه لا يجوز باي حال الاعتداء على الفلسطيني بالسلاح او بغيره". مؤكدا ان رجال الدين لن يسمحوا باستباحة الدم الفلسطيني.
وشدد على حق المواطنين في التعبير عن آرائهم ومطالبهم بالحياة والعمل والعيش الكريم.
واكد ضرورة توحيد كافة القوى، وان تجمع شملها وتوحد صفها وعملها في مواجهة ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك، داعيا أبناء الامتين العربية والإسلامية ان يكونوا الى جانب القضية الفلسطينية.
من جهته، قال عواد، نتضامن مع شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة الذي يعاني من ظروف صعبة وضرب واعتقال، وذلك لأنهم خرجوا في الميادين والساحات يطالبون بأبسط الحقوق. مطالبا حماس ان تكف عن ضرب وشتم من صمدوا وعانوا الحروب والويلات.
واكد ان هناك سلطة واحدة ويجب على حكومتنا ان تذهب الى القطاع وتستلم المؤسسات هناك، وان تتراجع حماس عن حكمها للقطاع. مؤكدا ضرورة توجيه الاهتمام نحو القدس في سبيل الوصول الى إقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وان من لا يريد الوحدة فعليه ان يتراجع.
من جهته، قال ادعيس، ان ما تقوم به عصابات حماس في قطاع غزة جريمة لا تغتفر وحرام شرعا، وإن ما يرد من مشاهد مؤلمة تخالف الإسلام والشرائع السماوية. مضيفا "من حق شعبنا الخروج والمطالبة بحقوقهم العادلة، وان ما تقوم به حماس يحرف البوصلة عما يحدث في القدس". مؤكدا وقوف رجال الدين معهم في مواجهة هذه الازمة.
بدوره، قال كاهن الطائفة السامرية إن ما نشاهده من صراخ أهلنا في قطاع غزة من الجوع يستوقفنا، ويجب ان يلتفت الشعب الفلسطيني لقضيته في مواجهة الاحتلال والتفاف الشعب الفلسطيني في كافة ربوع الوطن حول قيادته الفلسطينية، مطالبا حماس بالتوقف عما ترتكبه بحق المواطنين.
فيما قال الاب عبد الله يوليو اننا نبكي على ما يحدث في القطاع، وانا حزين كأي اب يرى أبنائه يتقاتلون وغير متفقين، مضيفا ان غزة عزيزة على قلوبنا وأنها مهد الثورة الفلسطينية.
ووجه رسالة الى حماس طالبها بالاستماع الى صرخة "الأقصى" وكنيسة القيامة متمنيا ان تتحقق وحدة شعبنا وان يتحقق النصر المبين، ودحر الاحتلال وتحقيق الاستقلال.