قالت الأسيرة المحررة من سجون الاحتلال الاسرائيلي سهير البرغوثي "إن الأسرى يتحملون آلامًا لا يمكن وصفها، وأن سجن الدامون لا يصلح للحياة ".
وروت البرغوثي لمكتب إعلام الأسرى تفاصيل اعتقالها الأولى قائلة: "في بداية الاعتقال تم إخضاعي للتحقيق في سجن عوفر وقبل البدء بالتحقيق كانت مرحلة التفتيش العاري، وقد رفضت التفتيش، وعند تهديد أحد الضباط لي بقوله أن هذا إجراء يتم بحق كل الأسرى".
وتابعت: "كانت إجابتي له أنّي شخصياً لم أعد أقيم وزناً للحياة بعد اقترابي من سن الستين، ولن أخضع للتفتيش العاري، حتى لو كانت هذه آخر لحظة في حياتي، معكم أسلحتكم وتستطيعون إعدامي، عندها صدمت المجندات والضابط من موقفي، واكتفوا بالتفتيش بدون خلع الملابس".
وعما جرى لها في عزل هشارون قالت: "مكثت لوحدي داخل غرفة مع جنائيات يهوديات وكانت الفوضى عارمة، والإزعاج مستمر بالأصوات العالية، فكنت أضع ورق المحارم المبلول في أذني كي لا أسمع صوتهن المزعج والمتعمد، وبعد فترة من الزمن تم نقلي إلى سجن الدامون".
وقالت: "الرطوبة تنهش أجساد الأسيرات حتى أن مصباح الضوء ينفجر من شدة الرطوبة وعند الذهاب للعيادة تكون المأساة، وقد خاطبت الممرض ساخرة منه ومن الأطباء فقلت لهم: الطبيب عندكم يحتاج إلى طبيب، لا أريد منكم شيئًا سوى أدويتي التي أحضرتها معي عند اعتقالي".
كما قالت: "إن أسيرات الدامون يعشن وجعاً لا يمكن وصفه، وخلال أسبوع عندهن شاهدت العذاب اليومي، فإدارة السجون تتعمد تحويل حياتهن إلى عذاب دائم، وهناك الأسيرات الجريحات مثل إسراء الجعابيص، والتي تعتبر نموذجاً صارخاً على الظلم الواقع على الأسيرات، فمنظرها يحكي قصة وجعٍ لا يوصف".
وأفادت المحررة البرغوثي أن " البوسطة قبر متحرك وألم لا يتوقف، فالأسر وجعه الأول البوسطة، وقد جربتها سبع مرات وكأنها سنوات طوال من العذاب، أتذكر أنني علمت في المحكمة أن ابني محمد سيتم الإفراج عنه، وهذا الخبر خفف من عذاب البوسطة التي كنت أعيش فيها لحظات لا توصف من القهر والإذلال".
وشددت على أن الأسرى والأسيرات يحتاجون لوفاءٍ من نوعٍ آخر كي يتم تحريرهم والإفراج عنهم، مضيفة "أن السجون مكانٌ للقهر والإذلال والانتقام الذي تمارسه إدارة السجون".