أصدرت قوى معارضة جزائرية، بيانا تطالب فيه بإلغاء الانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أبريل/نيسان المقبل، ودعت الجيش إلى تأمين البلاد، في ظل تصاعد المظاهرات الرافضة لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وقالت المعارضة في بيانها إن "مطلب تأجيل الانتخابات تجاوزه الزمن، الآن نطالب بإلغاء الانتخابات".
وأضافت أن "على الجيش أن يكون محايدا، وإذا كانت الأغلبية رافضة لإجراء الانتخابات في موعدها، فإن على الجيش تأمين البلاد"، مشيرة إلى أن المشكلة في الجزائر تمثل في "عدم فعالية القانون".
ودعت المعارضة "كل المرشحين للانتخابات إلى الانسحاب والانضمام لحراك الشارع"، و"تشكيل لجنة تقوم بمهمة المفاوضات مع السلطة".
وأعربت زعيمة حزب العمال لويزة حنون، عن رفضها للمواقف التي صدرت من بعض الدول بخصوص ما يجري في الجزائر قائلة: "لا يحق للدولة الفرنسية والإدارة الأمريكية التدخل في الأزمة الجزائرية التي يجب أن تعالج بحلول جزائرية".
واجتمعت المعارضة للمرة الرابعة على التوالي وھذه المرة بمقر حزب طلائع الحريات برئاسة علي بن فلیس وبمشاركة زعیمة حزب العمال لويزة حنون لأول مرة وعدة شخصیات وطنیة وممثلي تیارات مختلفة.
وتواجد في الاجتماع ممثلون لـ15 حزبا سياسيا، إضافة إلى 35 شخصية وطنية و4 تمثيلات نقابية.
وفي 10 فبراير/ شباط الماضي، أعلن بوتفليقة ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، التي قال إنها جاءت تلبية "لمناشدات أنصاره"، متعهدا في رسالة للجزائريين بعقد مؤتمر للتوافق على "إصلاحات عميقة" حال فوزه.
ومنذ ذلك الوقت تشهد البلاد حراكا شعبيا ودعوات لتراجع بوتفليقة عن الترشح، لكن الأخير دعا سابقا في رسالة للجزائريين إلى "الاستمرارية" لتحقيق التقدم وسط تمسك أنصاره بترشيحه.
ويقول معارضو بوتفليقة إنه لم يعد مؤهلا لرئاسة البلاد بسبب اعتلال صحته وما قالوا إنه انتشار للفساد وعدم وجود إصلاحات اقتصادية.
ونادرا ما يظهر الرئيس في العلن منذ إصابته بجلطة عام 2013. وظهر بوتفليقة على كرسي متحرك في العاصمة الجزائرية في أبريل/نيسان من العام الماضي، لكن تشير التقارير إلى أنه موجود حاليا في مستشفى بسويسرا.
ونشرت صحيفة "تريبون دي جنيف" السويسرية تقريرا حصريا من داخل الطابق الثامن في المستشفى الجامعي في جنيف، حول الحالة الصحية للرئيس الجزائري.
وأشارت الصحيفة إلى أن حالة بوتفليقة الصحية لا تزال بحاجة إلى رعاية مستمرة، لأنه يتعرض لخطر دائم على الحياة، بسبب معاناته من مشاكل عصبية وتنفسية متقدمة.
وقالت الصحيفة السويسرية إن الرئيس الجزائري يعاني من تدهور في ردود أفعاله العصبية، رغم أنه لا يعاني من أي ضرر فتاك على المدى القصير، لكنه يعاني من تقدم السن ويكافح من أجل التعافي من آثار السكتة الدماغية التي تعرض لها عام 2013.
لكن عبد الغني زعلان، مدير الحملة الانتخابية للرئيس الجزائري نفى تلك التقارير، مؤكدا أن التصريحات الرسمية الجزائرية حول صحة بوتفليقة مطابقة للواقع.