أصدرت عائلتي الشهيدين يوسف عنقاوي وامير دراج من رام الله بيان مساء اليوم جاء فيه :
نحن أهالي الشهداء يوسف عنقاوي وأمير دراج اللذان أعدمهما الاحتلال المجرم بدم بارد على مشارف قرية كفر نعمة - غرب مدينة رام الله، اذ نؤكد أن أبناءنا الشهداء
وجميع شهداء شعبنا هم مفخرة للأمة ونجوم ساطعة في سماء فلسطين، وأن هذه الدماء الزكية التي سالت هي مشاعل على طريق القدس، وها نحن نبين لكم اليوم الرواية الصحيحة لإعدام الاحتلال أبنائنا الشهداء واحتجاز جثامينهم.
في فجر يوم الاثنين الموافق 4 آذار 2019، وفي تمام الساعة الثالثة والنصف صباحا، وعندما كان ابناؤنا (الشهيدان يوسف عنقاوي وأمير دراج والأسير الجريح هيثم علقم) ذاهبين إلى عملهم في المخابز
وحين وصولهم إلى منطقة ما بين قريتي كفر نعمة ودير بزيع، تفاجؤوا بوجود ناقلة جند في مسار طريق الشبان تتبع للاحتلال بالإضافة إلى جيب عسكري إسرائيلي يغلق المسار الثاني بحيث أصبح مسارا الطريق مغلقين بالكامل.
علما بأن الطريق مليئة بالمنعطفات الصعبة، وكان الجو ماطرا والضباب كثيفا والشارع غير مضاء عدا عن ذلك, لم يكن هناك أي إشارة تحذيرية توحي بوجود أي حاجز، كما أنه لا يوجد في المنطقة أي نقطة أو حاجز عسكري للاحتلال بشكل دائم.
ووفق شهود العيان، كانت قوات الاحتلال الصهيوني تقوم بعملية مداهمة واعتقال للشاب يوسف الديك من كفر نعمة وكانت في طريق عودتها، وحينها تفاجأ الشبان الثلاث بالآليات العسكرية وقام السائق بمحاولة إيقاف السيارة التي كانوا يستقلونها، وهناك علامات واضحة تدل على ذلك وهي آثار الفرامل "البريك" على الشارع، وآثار المركبة على الحماية الحديدية الخاصة بالطريق المحاذي، لكن محاولاته باءت بالفشل واصطدمت السيارة بناقلة الجند من الخلف
وبعد الاصطدام بدقيقة أطلق جنود الاحتلال عيارا ناريا واحدا في المكان، ثم تبعه بعد خمس دقائق سماع أصوات كثيفة من الرصاص تجاه مركبة الشبان الثلاث ، وتركوا ابناءنا ينزفون غارقون بالدماء لفترة طويلة.
وأضاف شهود العيان للعائلتين، أنه بعد مرور 20-30 دقيقة حضر الإسعاف الفلسطيني، لكن جنود الاحتلال منعوه من الاقتراب من الشبان، كما قام جنود الاحتلال بخلع باب مستودع قريب من وقوع الجريمة وقاموا بنقل الشبان إلى هناك، وتم نزع ملابسهم، حيث قام جنود الاحتلال بسرقة جهاز التصوير الخاص بالمستودع "DVR " والذي يوثق كافة الجريمة من بدايتها إلى نهايتها.
وتابع شهود العيان أن جنود الاحتلال أحضروا جرافة اسرائيلية وقاموا بتغطية الشارع بالأتربة لإخفاء المعالم والآثار التي تدل على جريمتهم وقتل الشبان بدم بارد، واختطاف جثامين الشباب، واعتقال المصاب هيثم علقم.
وبعد مرور ساعات أعلن الاحتلال عن استشهاد الشاب أمير محمود جمعة دراج من قرية خربثا المصباح، والشاب يوسف رائد محمد سلمان عنقاوي من قرية بيت سيرا، وإصابة الشاب هيثم باسم جمعة علقم من قرية صفا غرب رام الله.
إن ما رواه شهود العيان يؤكد بشكل قطعي بأن ما تم هو إعدام بدم بارد، وأن ما جرى هو حادث سير بعكس أي ادعاء أخر يزعمه الاحتلال.
يا شعبنا العظيم إن أبناءنا ليسوا أرقاما، فهم شبان مضى على أعمارهم 20 عاما ولديهم آمال وأحلام وطموحات، فالشهيد أمير تم عقد قرانه قبل شهرين وتم تحديد عرسه بتاريخ 15/ تموز/ لهذا العام، وهيثم يخطط لبناء منزل له من أجل أن يتزوج، ويوسف كان يسعى لتوفير لقمة العيش له ولعائلته.
وبناء على ذلك نؤكد على ما يلي:
- ما جرى حادث سير تبعه إعدام ميداني بدم بارد لأبنائنا.
- أن أي رواية أخرى قد يحاول الاحتلال زعمها، هي باطلة ومحاولة منه لتبرير جريمته البشعة.
- المطالبة بالإفراج الفوري عن كامل الجثامين المحتجزة فورا وبدون أي تأخير وبشروط مناسبة لثقافتنا وديننا الحنيف.
- نتوجه الى القيادة السياسية لمواصلة الضغط على الحكومة الاسرائيلية بشتى الوسائل المتاحة لها للافراج عن الجثامين.
- دعوة الإعلام الى اعتبار قضية الجثامين قضية انسانية يجب أن تحتل مساحة معقولة في كل تغطية اعلامية.
- دعوة المجتمع الفلسطيني عموما للالتفاف حول ذوي الشهداء والحملة الشعبية في معركتنا الانسانية لاستعادة جثامين شهدائنا .
- ندعوكم أهالي شعبنا المناضل، للمشاركة في المظاهرة الشعبية قرب جدار الفصل العنصري على أراضي بيت سيرا، والتي ستطالب بتسليم جثامين أبنائنا الشهداء ، وذلك يوم الجمعة الموافق 8/3/2019.
وأخيرا نشكر كل من وقف ويقف معنا، ونؤكد أن قضيتنا هي قضية تخص شعبنا المناضل.
ذوو الشهيدان يوسف عنقاوي وأمير دراج
6 آذار/مارس/2019