كشفت قناة "الميادين" اليوم الجمعة عن رحلة جوية وصفتها ب"غير عادية" تمت قبل أيام بين الكيان الإسرائيلي ودولة الإمارات.
وأوضحت القناة على موقعها الالكتروني أنه ليست المرة الأولى التي تحطّ فيها طائرة تجارية في الإمارات العربية قادمة من "تل أبيب" لكن الرحلات الجوية المُعلَنة غالباً ما كانت تتمّ بشكلٍ غير مباشر فتتوقّف في الأردن غالباً، قبل أن تنطلق مجدّداً نحو وجهتها النهائية.
وذكرت أنه "بدءًا من ديسمبر 2018، بدأت هذه الرحلات تتّخذ مسارًا مباشراً، بعد أن انتقل رئيس حزب العمل الإسرائيلي آفي غباي عبر طائرة تجارية صغيرة من "بن غوريون" في "تل أبيب" إلى مطار أبو ظبي الدولي.
ولفتت الميادين إلى أنها تتبّعت مسار الرحلات الإسرائيلية المباشرة، وخاصة أنّ هناك سعيًا لتوفير الوقت قدر الإمكان في نقل "الضيوف" الدبلوماسيين والأمنيين.
وفي التفاصيل، بينت القناة أنه في الـ27 من شهر فبراير 2019 (يوم الأربعاء الماضي) انطلقت طائرة تجارية من طراز Bombardier Challenger 604 عند الساعة الخامسة والنصف فجراً من مطار "بن غوريون"، واتّجهت غرباً نحو ساحل البحر المتوسّط للتمويه، قبل أن تلتفّ بحدّة شرقاً فوق مستوطنة "كريات ميخا" وصولاً حتى مستوطنة "بروخين" المُقامة على أراضي بلدتي "كفر الديك" و "بروقين" غرب سلفيت (بالضفة الغربية المحتلة)".
وأضافت "بعد ثوانٍ قليلة عادت الطائرة لتحلّق باتجاه البحر الميت مُحلّقة على طول الحدود مع الأردن وصولاً حتى خليج العقبة حيث حلّقت فوق "إيلات" وكأنها تتجه في رحلة أخرى اعتيادية نحو شرم الشيخ (مصر)، حيث هبط الربّان إلى علو منخفض ليوحي بأنه سيهبط في المنطقة السياحية".
وأردفت "لكن الطائرة عادت وانعطفت بحدّة قبل وصولها إلى شرم الشيخ واتّجهت شرقاً مُخترقة الأجواء السعودية فوق منطقة واقعة جنوب مدينة مقنا جنوب تبوك، ومرّت تباعًا بالقرب من قيال، الخريبة، الشرمة في مسار مستقيم وصولاً حتى العلا شمال المدينة المنوّرة والتابعة إداريًا لها، حيث انحرفت قليلاً متّجهة نحو أبو شويحات، فضليع رشيد، دخنة، أوضاخ، ثم بمُحاذاة ضرما القريبة من العاصمة الرياض جنوبًا ثم اتّجهت فوق المزاحمية وحتى الدلم ثم انعطفت جنوبًا فوق خفس دغرة، فعين السيح.
وبينت الميادين أن الطائرة استمرت في مسارها حتى الحدود السعودية مع الإمارات، فدخلتها جنوب حميم في الصحراء وللمرة الثالثة بدت أنها تتّجه نحو المياه الخليج تحديدًا قبل أن تنعطف شمالاً فوق زعبة الإماراتية فالخزنة لتحطّ أخيرًا في مطار أبو ظبي تمام الساعة السادسة وثمانية عشرة دقيقة من بعد ظهر اليوم نفسه، أي أن الرحلة استغرقت ما يُقارب الـ12 ساعة.
ونبهت إلى أن المسار الذي اتّخذته الطائرة الصغيرة يؤكّد أنها تقصّدت تمويه رحلتها، إذ إنّ الربّان تعمدّ ما لا يقلّ عن 3 مرات إلى التحليق باتجاهات مُعاكسة تمامًا للوجهة النهائية خاصة وأن برنامج الرحلات الجوية في الأجواء التي تسلكها الطائرات التي تقلع من الكيان الإسرائيلي لم يكن مزدحمًا أبدًا في ذلك الوقت بل لم يكن هناك سوى تلك الطائرة طوال المسار الجوي.
وبينت الميادين أن الطائرة وبعد مكوثها في مطار أبو ظبي الدولي لمدّة 18 ساعة تقريبًا عادت وانطلقت تمام الساعة الواحدة واثنتي عشرة دقيقة باتجاه الأراضي المحتلة، من دون أن يتضّح ما إذا سلكت المسار نفسه لكن المؤكد أنها هبطت لبضع دقائق في شرم الشيخ أثناء عودتها.
وسجلت مجموعة من الملاحظات على هذه الرحلة أولاها:
- مَن كان على متن الطائرة التي اضطرّت لسلوك مسار يستغرق نصف يوم، في حين أن الرحلات العلنية التي تمرّ إلى الدول العربية عبر الأردن عادة تستغرق ست ساعات وخمس وخمسين دقيقة! علماً أن هناك ثلاث رحلات أسبوعياً تنطلق من مطار "بن غوريون" نحو الأردن قبل أن تغادر نحو وجهات مختلفة. وقد تمّ استخدامها مراراً لنقل شخصيات سياسية وعسكرية وأمنية إلى الدول العربية.
- ما هي مهمّة الطائرة حتى تضطر للالتفاف مرارًا عِلماً أن المسار الجوي المباشر بين مطاري الانطلاق والهبوط يستغرق ساعتين وأربعين دقيقة بالتمام إذا تمّ الإعلان عن خط جوي مباشر، ولماذا اتّخذ الربّان خطوات عديدة لإخفاء وجهته في الذهاب والإياب.
- لماذا سلكت الطائرة مناطق غير مأهولة في معظم مسارها الطويل في الأراضي السعودية.
- لماذا لم تظهر رحلة الطائرة على العديد من الخرائط الجوية المدنية المتوافرة أمام الجمهور وهواة الطيران في العالم؟.
- إن نوع الطائرة "الكندية" الصنع مُخصّص بامتياز للشخصيات الهامّة من حيث الشكل الخارجي والداخلي ولناحية توزّع مقاعدها الفخمة واحتوائها طاولة اجتماعات أو ما يشبه "الديوان" الصغير، كما أن طرازها الحديث يتميّز بتقنياتها العالية وقدرتها الأكبر على حمل سعة قياسية من الوقود تكفيها لرحلات طويلة.
وتتّسع الطائرة لسبعة ركاب وهي من الخيارات المفضّلة لدول "كرواتيا"، "تشيكيا" ولهيئات أمنية وسياسية داخل الولايات المتحدة الأميركية، كما أنها مَثار "فخر" لشركة خطوط جوية خاصة في "رأس الخيمة" في الإمارات.
وختمت "الميادين" بالقول "إن جميع هذه المُعطيات تنحو باتجاه الجَزْم بأن تلك الرحلة لم تكن "عادية" وهي بجميع الأحوال ليست مُشابهة لرحلات سابقة تمّ الكشف عنها تباعًا في الأشهر القليلة الماضية".