عبر المقدسيون عن امتعاضهم لقرار شرطة الاحتلال القاضي بإغلاق مصلى باب الرحمة بعد أن فتحه المصلون والأوقاف الإسلامية يوم الجمعة الماضية عقب إغلاقه منذ عام 2003 من قبل قوات الاحتلال.
وقال محافظ القدس عدنان غيث للوكالة الرسمية إن تهديدات شرطة الاحتلال بإغلاق باب الرحمة هي تهديدات جدية وتتطلب تواجدا متواصلا في المسجد الأقصى من قبل أبناء شعبنا وكل من استطاع الوصول إلى هناك للتصدي لهذه التهديدات الهادفة لإغلاق باب الرحمة.
وأضاف غيث ان هذه التهديدات تندرج في سياق مساعي الاحتلال لتهويد المسجد الأقصى كاملا، ونحن كمقدسيين نرى أن كل هذه الإجراءات بحق المقدسات لن تغير من حقيقة أن القدس عاصمة دولة فلسطين العربية والإسلامية والمسجد الأقصى بمساجده الخمسة وساحته وأروقته وحدائقه ومدارسه، فهي حق خالص للمسلمين.
وبين أن دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي المتطرف بنيامين نتنياهو لإغلاق مصلى باب الرحمة هي تهديدات جديدة، وعلى شرطة الاحتلال أن تعي أنها ستتحمل تداعيات تهديدات نتنياهو، فهو بهذه التهديدات يجر المنطقة لحرب دينية، وهذه التهديدات ستفشل في منع المواطنين من الوصول إلى المسجد الأقصى والصلاة في باب الرحمة.
وأضاف ان على العالم والمجتمع الدولي أن يأخذ تهديدات دولة الاحتلال على محمل الجد، وقبل عدة أشهر ما تم تصريحه من قبل أحد أعضاء بلدية الاحتلال بهدم جدار القدس من أجل يفتح القدس الشرقية على القدس الغربية ومشاريع القطارات والتلفريك محولات خطيرة ويجب التصدي لها قبل فوات الأوان.
وشدد غيث على أن شعبنا أحوج ما يكون إلى رص الصفوف وتحصين الجبهة الداخلية لمواجهة المشاريع التصفوية التي تستهدف القضية الفلسطينية برمتها، فاستهداف شعبنا هو استهداف لكل العرب والمسلمين، وعلى العالم الوقوف خلف القيادة الفلسطينية في تمسها بالقدس والدفاع عنها والتصدي لمحاولات الاحتلال تهويد المدينة ضمن امكانياتها وما هو متاح.
وأوضح أن تخفيف التوتر في العالم بأكمله لن يتحقق إلا برحيل الاحتلال عن أرضنا وعن قدسنا، وعلى العالم أن يعالج هذا الموضوع بعيدا عن المشاريع الاقتصادية، مشيرا إلى أن القضية الفلسطينية تستدعي الضغط على الاحتلال ليرحل عن أرضنا ليعم الامن والاستقرار لكل المنطقة.
في السياق ذاته، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين لــ"وفا"، إن مسجد باب الرحمة مفتوح وتجري في الوقت الحالي الاستعدادات للشروع للترميم في هذا الباب، وهذا مصلى من مصليات المسجد الأقصى المبارك، ومجلس الأوقاف فتح الباب للصلاة والآن يصلي المؤمنون فيه وسيشرع القائمون عليه بأسرع الأوقات في ترميم هذا المصلى وهذا الجزء من المسجد الأقصى المبارك.
وأضاف: "لا نستمع لتهديدات الحكومة الإسرائيلية ونحن نقوم بواجبنا تجاه هذا المسجد، وأهل القدس وأبناء فلسطين وكل مسلم في العالم يفهم واجبه تجاه المسجد الأقصى وسنتصدى لمحاولات الاحتلال إغلاقه في حال أقدمت حكومة الاحتلال على ارتكاب حماقة بإغلاق هذا المصلى".
من جانبه، قال أمين سر حركة فتح في القدس شادي المطور، (المبعد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة)، إن اليمين الإسرائيلي يضغط على شرطة الاحتلال لإغلاق باب الرحمة ونحن سنتصدى لذلك، ولا نراهن على المحاكم الإسرائيلية لأن السيادة على المسجد الأقصى هي عربية وإسلامية.
وأضاف ان الشباب المقدسي سيتصدى لأي محاولات من شرطة الاحتلال لإغلاق مصلى باب الرحمة، وأن الضغوطات التي تتعرض لها الأوقاف الإسلامية من شرطة الاحتلال لإغلاق باب الرحمة ستفشل، داعيا الجميع للدفاع عن باب الرحمة والمسجد الأقصى، مشيرا إلى أهمية الالتفاف حول الأوقاف الإسلامية لحماية المسجد الأقصى والتواجد في ساحته خصوصا في ساعات الصباح.
وأوضح أن حركة فتح ستكون في مقدمة أبناء الشعب الفلسطيني كما كانت دائما في المسجد الأقصى، وأثبتنا أننا جزء مهم في الدفاع عن المسجد، مشيرا إلى أن التجارب أثبتت أن وحدة شعبنا خصوصا المقدسيين وكل من يستطيع الوصول إلى المسجد الأقصى نجحت في إفشال مخططات الاحتلال.
ودعا جماهير شعبنا للجهوزية الكاملة والتواجد المتواصل في المسجد الأقصى لأن تهديدات الاحتلال لا تزال متواصلة تجاه المسجد الأقصى وما يردعها هو تواجد أبناء شعبنا الفلسطيني في المسجد الأقصى بشكل دائم وشد الرحال للمسجد الأقصى خصوصا في ساعات الصباح.
وشدد على أن تكثيف الاحتلال لحملات الابعاد عن المسجد الأقصى المبارك لن تنجح في إبعاد شعبنا عن التواجد في باحات المسجد الأقصى بل ستزيد المقدسين تصميما على الدفاع عن مسجدهم ومصلياته المختلفة وعلى رأسها باب الرحمة.