رام الله الإخباري
تكشف مجموعة وثائق نُشرت على الإنترنت، الجمعة 22 فبراير/شباط، ويتضح أنها مراسلات سرية داخلية بين مسؤولي شركة فيسبوك، عن تفاصيل جديدة بشأن طريقة تعامل فيسبوك مع بيانات المستخدمين.
ونشر مصدر مجهول مجموعة غير مُنقّحة مكونة من حوالي 60 صفحة من وثائقدعوى قضائية بين فيسبوك وشركة «Six4Three» للتكنولوجيا، التي تعمل في مجال تطوير التطبيقات، على موقع GitHub الأمريكي.
وتشمل مراسلات عبر البريد الإلكتروني بين مختلف المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك، من ضمنهم الرئيس التنفيذي للشركة مارك زوكربيرغ ومذكرة «سرية للغاية» يرجع تاريخها إلى عام 2012 توضّح بالتفصيل مسائل مختلفة متعلقة بالسياسة العامة لفيسبوك حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية.
ولم يتسن لصحيفة The Guardian البريطانية التأكُّد على نحوٍ مستقل من صحة الوثائق المنشورة، لكن ثمة نسخ منقحة لبعض تلك الوثائق كانت قد نُشرت في وقتٍ سابق.
تسريب وثائق بين مسؤولين في فيسبوك
وقال متحدث باسم فيسبوك في بيان: «تتعمَّد تلك التسريبات، مثلها مثل غيرها من الوثائق المُسربة الأخرى التي جرى انتقاؤها ونشرها في انتهاك لأمرٍ صادر عن المحكمة في العام الماضي، الإبلاغ عن جانب واحد من القصة وإغفال السياق المهم»
مضيفاً: «كما قلنا، تلك التسريبات الانتقائية أصلها دعوى قضائية كانت شركة Six4Three، مبتكرة تطبيق يُعرف باسم Pikinis، تأمل من خلالها في إجبار فيسبوك
على مشاركة معلومات عن أصدقاء مستخدمي التطبيق. وكانت محكمة فى كاليفورنيا قد أمرت بإبقاء تلك الوثائق سرية، ومن ثمَّ لا يمكننا مناقشتها بالتفصيل».
يبدو أنَّ مجموعة المراسلات السرية الجديدة تشير إلى ما كان يُمكن أن يمثّل اختراقاً كارثياً للخصوصية بالنسبة لفيسبوك من خلال التعرّض لوضع كارثي غير مخطط له يفصح فيه تطبيق تابع لطرف ثالث عن النتائج المالية للشركة قبل الموعد المحدد.
يشير النائب السابق لرئيس فيسبوك، مايكل فيرنال، في رسالة بريد إلكتروني إلى مشكلة ما مع أحد التطبيقات، مشيراً إلى أنها «توشك أن تكون قاتلة بالنسبة لمنصة فيسبوك وعملية تسجيل الدخول..»، إلخ.
ما اعتبره المدير السابق لإدارة المنتجات في فيسبوك بالكارثة
يرد أفيشال غارغ، الرئيس السابق لإدارة المنتجات بفيسبوك، على تلك الرسالة قائلاً: «يا إلهي.. يُمكن أن تكون كارثة».
وأجاب فرنال: «لو كان مارك قد كشف عن طريق الخطأ الأرباح قبل الموعد المحدد لأن منصة أحد التطبيقات تنتهك خصوصيته حرفياً، لكان سيتسبب في تداعيات قاتلة بالنسبة لعمليات تسجيل الدخول وما إلى ذلك».
واستمرَّ فرنال في حثَّ جميع المسؤولين بفيسبوك المُطّلعين على هذه الرسالة على الحفاظ على سرية الواقعة، إذ كتب لهم: «اسمعوا أيها السادة والسيدات: لا تكرروا الحديث عن هذه القصة خارج هذه الرسالة. أنا جاد للغاية.
أريد أن نتابع هذه المسألة ونرد على بعضنا هنا على نحوٍ عاجل، وفي الوقت نفسه لا أريد أيضاً انتشار هذه القصة داخل فيسبوك أو خارج تلك الرسالة على الإطلاق. لا أستطيع إخباركم بمدى فظاعة التداعيات بالنسبة لنا جميعاً لو لم يجري احتواء تلك المسألة سريعاً».
كانت سجلات المحكمة السرية محور جدل واسع النطاق منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني عندما تمكَّن البرلمان البريطاني من الحصول عليها في ظروف استثنائية.
وكانت تلك الوثائق، التي أعدَّها فيسبوك خلال عملية تحقيق في دعوى قضائية مُقدّمة من شركة Six4Three عام 2015، ممنوعة من النشر بموجب أمر صادر عن قاضي المحكمة المُشرف على القضية بولاية كاليفورنيا.
خاصة أنها مختومة بـ»سري للغاية»
ومع ذلك، قدّم تيد كرامر، مؤسس شركة Six4Three ، تلك الوثائق عندما كان في لندن عام 2018 إلى داميان كولينز، رئيس اللجنة الرقمية والثقافية والإعلامية والرياضية بالبرلمان البريطاني التي كانت تحقق في سلوك فيسبوك، وذلك بعد أن قال كولينز لكرامر إنَّ الفشل في فعل ذلك يضعه تحت طائلة تهمة «احتقار البرلمان».
وكانت الطريقة التي استطاع بها كرامر الوصول إلى الوثائق في المقام الأول، وما إذا كان ينبغي له تقديمها إلى كولينز أثناء وجوده في المملكة المتحدة على الرغم من أمر المحكمة، موضع استهجان كبير من محكمة كاليفورنيا – ومن فيسبوك أيضاً.
ونشر كولينز، الذي نشرت اللجنة البرلمانية التي يرأسها، نتائج تحقيقاتها بشأن نشر الأخبار المزيفة والمعلومات المُضلّلة يوم الاثنين 18 فبراير/شباط، مجموعة مختارة مُنقّحة من الوثائق التي كان قد حصل عليها في شهر ديسمبر/كانون الأول.
وتضمَّنت مجموعة الوثائق، التي جرى الكشف عنها مؤخراً، مذكرة يعود تاريخها إلى شهر يوليو/تموز 2012 مُرسلة من مارن ليفين، التي كانت في ذلك الوقت تشغل منصب نائبة رئيس السياسة العامة العالمية للفيسبوك. وتُقدّم تلك المذكرة، المكونة من 8 صفحات وتحمل علامة «سري للغاية»، نظرة مدهشة داخل مناورات السياسة العامة لفيسبوك.
وتتعلق بالاطلاع على بيانات المستخدمين في فيسبوك
تناقش ليفين في أحد الأجزاء خططاً لعمليات جمع بيانات خاصة بأجهزة تعمل بنظام Android، حيث كتبت: «سنجمع بيانات تحركات وأماكن المستخدمين ومطابقتها مع بيانات موقع الهاتف الخلوي. سَتُخزّن تلك المعلومات بطريقة مجهولة، لكنّها ستسمح لنا بطرح منتجات «للهواتف المميزة» ذات المواصفات الأساسية يمكنها كشف موقع الهاتف في المستقبل. ثانياً، يريد فريق التطوير والنمو البدء في جمع معلومات معينة محددة حول ما إذا كان لدى المستخدمين متجر تطبيقات آخر غير ذلك الخاص بجوجل وما هي التطبيقات الافتراضية التي يستخدمونها في بعض وظائف فيسبوك (الكاميرا والرسائل وما إلى ذلك) لأغراض تتعلق بالتحليل التنافسي وتحسين المنتج».
وتوضح ليفين بالتفصيل، في جزء آخر من المذكرة، الجهود التي يبذلها مختلف المسؤولين التنفيذيين والموظفين في فيسبوك للتودد إلى سياسيين في جميع أنحاء العالم. وتظهر المذكرة، من بين تفاصيل واردة أخرى، احتفال ليفين بعقد اجتماع بين الجنرال مارتن ديمبسي، رئيس هيئة الأركان بالجيش الأمريكي، وسيدة الأعمال الأمريكية، شيريل ساندبرج، مشيرة إلى أنَّ ديمبسي وزوجته «مستخدمين نشيطين لفيسبوك». وتشير المذكرة أيضاً إلى الجهود الناجحة لإقناع الرئيس الهندي السابق، براناب موخرجي، بالانضمام إلى فيسبوك.
بالإضافة إلى قوانين الخصوصية
وتشير المذكرة أيضاً إلى اجتماع عُقد بين أحد موظفي فيسبوك ورئيس وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية بولاية كاليفورنيا لمناقشة قوانين حماية الخصوصية الخاصة بالمدعية العامة لولاية كاليفورنيا حينذاك، كامالا هاريس.
وكتبت ليفين: «لقد سار الاجتماع على نحوٍ جيد وحصلنا على العديد من التطمينات المفيدة حول نوايا المدعية العامة، أهمها أنَّهم ينظرون إلى فيسبوك باعتباره فاعلاً جيداً وسيحافظون على بقاء الاتصالات مفتوحة معنا (بمعنى أنَّنا لن نكون موضوعاً لأحد التحقيقات دون علمنا).
وقد تواصلت صحيفة The Guardian مع شركة Six4Three للحصول على تعليق. لكن تيد كرامر رفض التعليق.
عربي بوست