مصيبة حقيقية تنتظر فلسطين بسبب الجراد والزراعة تصرح

اسراب الجراد في فلسطين

 تشير متابعات منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" إلى تزايد أعداد الجراد الصحراوي بشكل متسارع في كل من السودان وارتيريا، وتشكل أسراب سريعة الحركة في مصر والسعودية؛ نتيجة الأمطار الغزيرة التي ضربت المنطقة مؤخرا.

وقبل أيام، حذرت المنظمة من ازدياد أعداد الجراد وانتشارها على امتداد جانبي البحر الأحمر، حتى وصلت الساحل الشمالي للسعودية منتصف يناير الماضي وجنوب شرق مصر نهاية الشهر.

ولكن وسط تلك التحذيرات، ما احتمالية وصول أسراب الجراد تلك إلى فلسطين خلال الفترة المقبلة، وهل من إجراءات وقائية لمكافحته؟

يشير مدير عام الوقاية في وزارة الزراعة بدر الحامدي للوكالة الرسمية  إلى أن امكانية اجتياح الجراد للأراضي الفلسطينية واردة، وذلك حسب تقلبات الجو، وحركة الرياح التي ستمر بالمنطقة خلال الأيام المقبلة.

ويوضح الحامدي إلى أن تشكل رياح جنوبية سيساعد على دخول الجراد إلى الأراضي الفلسطينية، إلا أن التوقعات تشير إلى أن انتشاره لن يتعدى المناطق الجنوبية وصحراء النقب.

ويضيف: لا داعي للتخوفات المبالغ فيها، فستكون الأمور تحت السيطرة، ووزارة الزراعة الفلسطينية والجهات المختصة شكلت لجنة عمليات للتصرف بأي طارئ، وهي على تواصل مع الدول المجاورة، ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) أيضا.

والجراد الصحراوي، جنادب قصيرة القرون يمكن أن تشكل أسرابا كبيرة وتشكل تهديدًا خطيراً للإنتاج الزراعي وسبل المعيشة والأمن الغذائي والبيئة والتنمية الاقتصادية، وفق المنظمة العالمية.

وأعلنت وزارة الزراعة الإسرائيلية أنها بدأت استعداداتها للتصدي لأسراب الجراد، التي من المتوقع أن تغزو خلال الفترة المقبلة المناطق الزراعية، وبدأت فرقها بفحص مخزونات المبيدات الحميدة، والتي لا تعرض حياة الناس للخطر، والتي يمكن استخدامها إذا لزم الأمر.

ويمكن لأسراب الجراد البالغ أن تطير لمسافة تصل إلى نحو 150 كم في اليوم باتجاه الريح، وتستطيع الجرادة الأنثى الواحدة وضع 300 بيضة خلال دورة حياتها، في حين أن الجرادة البالغة تلتهم يوميا ما يعادل وزنها تقريبا من الغذاء الطازج، أي نحو غرامين يوميا.

وتؤكد "الفاو" أن سربا صغيرا جدا من الجراد يستهلك في اليوم الواحد ما يعادل كمية الغذاء التي يستهلكها نحو 35000 شخص، كما أن الأثر المدمر الذي يمكن للجراد أن يسببه للمحاصيل يشكل تهديداً كبيراً للأمن الغذائي، خاصة في المناطق الضعيفة أصلا.

ووفقا لعدة مصادر تاريخية، فإن فلسطين تعرضت لموجات من الجراد خلال القرنين الماضيين، ففي القرن التاسع عشر، هاجم الجراد فلسطين في الأعوام: 1838، 1845، وفي شتاء وصيف عام 1865 أحدث خلالها دمارا هائلا وقضى على المحاصيل الشتوية والصيفية، 1876، 1878، 1898، 1899.

وفي القرن العشرين، كانت أخطر هجمات الجراد في 21 آذار/ مارس 1915 والذي سمي بعام الجراد؛ إثر أعداد الضخمة التي اجتاحت البلاد وقضت على الأخضر واليابس فيها، وتبعه هجمات في عامي 1930 و1947.

ووفق "الفاو" فإن الأشهر الثلاثة المقبلة ستكون حاسمة في السيطرة على حالة الجراد، قبل بدء عملية التكاثر في الصيف، ويعتمد اتساع الرقعة الحالية على عاملين رئيسيين وهما السيطرة الفعالة وتدابير المراقبة في مناطق تكاثر الجراد في السودان واريتريا والسعودية والبلدان المجاورة، وكثافة سقوط الأمطار بين شهري مارس/ آذار، ومايو/ أيار على امتداد جانبي البحر الأحمر وفي المناطق الداخلية من شبه الجزيرة العربية.