فشلت مع الملك فهل تنجح مع ولي العهد... وساطة صينية بين السعودية وإيران

الصين وايران والسعودية

أعادت زيارة الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي إلى الصين، طرح قضية وساطة بكين بين المملكة وإيران، بعد أن فشلت تلك الوساطة خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين من 15 إلى 18 آذار/ مارس 2017.

قال جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، إن كل شيء جائز في عالم السياسة، فالسياسة فن الممكن،

والوساطات من حيث المبدأ السياسي غالبا مقبولة، ولا يستبعد أن تعيد الصين طلب 2017 مجددا، فِي حال تأكدها من إرادة الجانبين لحل الخلاف، والقبول بوساطتها.

وتابع "لا شك أن طلب القيام بدور الوسيط والتوسط لإنهاء الخلافات في النزاعات والصراعات الإقليمية ليس أمرا جديدا سواء الطلب من الصين أو غيرها".

وتابع الذيابي، الصين دولة كبيرة وتقدر أدوار المملكة الكبيرة في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعرف مكانة المملكة ومواقفها عربيا وإسلاميا ودوليا، وفي المقابل لا تخفى عليها ممارسات إيران وسلوكياتها وتدخلاتها في شؤون البلدان الأخرى.

وأشار رئيس تحرير عكاظ، إلى أن المحادثات بين ولي العهد السعودي والرئيس الصيني اعتقد أنها ستتطرق إلى أمن الإقليم وتعزيز الاستقرار من خلال الحوار والمشاورات.

والصين دولة عظمى، وتتمتع بعلاقات قوية مع المتخاصمين (السعودية وإيران)، لكن استبعد أن يكون لتلك الوساطة أي تأثير في المرحلة الراهنة في حال استمرار إيران على نهجها وممارساتها وتدخلاتها، وفِي ظل العقوبات الدولية عليها.

ومن جهة أخرى استبعد الدكتور سعد بن عمر الكاتب والمحلل السياسي السعودي، في اتصال هاتقي مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء، ما تردد عن الوساطة الصينية لتقريب وجهات النظر بين السعودية، وإيران.

وقال:"لا أعتقد أن الصين تقوم بمبادرة من هذا النوع لأنه لا توجد مشاريع صينية مشتركة في المنطقة تحتم تحسن العلاقات بين السعودية وإيران من أجل المصالح الصينية، وتحسن العلاقات بين البلدين هو بيد ايران وليس بيد دولة أخرى، والمعلوم أن السعودية والعالم العربي يتضرر كثيرا من السياسات الإيرانية، والمطلوب من طهران أن تتخلى عن تلك السياسات من أجل حفظ الأمن في منطقة الشرق الأوسط".

وأشار بن عمر، لا اعتقد أن الصين لديها المؤهلات والطموح الكافي للدخول في العلاقات السعودية الإيرانية، وإيران هى المعنية بالدرجة الأولى لتحسين علاقاتها مع العالم العربي، وأي دولة أخرى لن تستطيع إقناع إيران مالم يكن هناك واقع جديد يغير السياسة في الشرق الأوسط.

وتابع المحلل السياسي، لا يخرج الواقع الجديد عن عاملين وهما العامل الاقتصادي وعامل تغير القيادة الإيرانية، العلاقات العربية الإيرانية بها الكثير من الشوائب العالقة والتي كانت طهران السبب الأول فيها، السعودية ودول الخليج لم يكن لها أي دور في تخريب العلاقات الإيرانية العربية، ابتداء من احتلال السفارة السعودية في طهران ومرورا بالتدخلات الإيرانية المتتالية في شؤون المنطقة العربية بصفة عامة وعند رفع تلك الأمور قد تتحسن العلاقات العربية.   

وأشار إلى أن الزيارة التي يقوم بها ولي العهد السعودي محمد بن سليمان إلى الصين هى اقتصادية من الدرجة الأولى وليست سياسية، "ولا أعتقد أن بكين لديها القدرات السياسية للوساطة بين الرياض وطهران، وتحسين العلاقات مرهون بالأفعال الإيرانية".

وقال إن الصين دولة عظمى اقتصاديا ونحن لدينا خطط طموحه ولدينا مشاريع اقتصادية كبرى تحتاج مشاركة صينية ولدينا استثمارات سابقة وعقود موقعة مع الصين، وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان لتضيف  المزيد من القوة للتعاون الاقتصادي بين البلدين.

وكان وزير الخارجية الصيني وانغ يي قد أعرب 8 مارس من العام 2017 قبيل زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للصين في مؤتمر صحفي عن استعداد الصين للتوسط لحل الخلاف بين السعودية وإيران.

قال وانغ:إن الصين "تأمل في أن تسوي السعودية وإيران خلافاتهما على أساس المساواة والتشاور الودي، مضيفا: "الصين صديقة لكلا الدولتين. وستؤدي دورها المطلوب إذا رغبت الدولتان".

وتعليقا على هذا، قال السفير السعودي في الصين في وقتها "نحن نرحب بأية جهود من قبل الصين لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، ونقدر تصريحات الوزير الصيني وشعوره الطيب، ولكن هل إيران مستعدة لتلك الوساطة؟. إيران لديها سياسة تصدير الثورة".

واستبعد السفير أن تطرح مسألة الوساطة لحل الخلاف بين البلدين خلال زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الصين من 15 إلى 18 آذار/ مارس2017.

يذكر أن العلاقات بين السعودية وإيران شهدت أزمة سياسية حادة بعد اعتداءات تعرضت لها مقار دبلوماسية سعودية في طهران ومدينة مشهد الإيرانية في كانون الثاني/ يناير من عام 2015 ما دفع الرياض إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران.

وكانت السعودية ودول عربية أخرى قطعت علاقاتها مع قطر، وأن أحد أهم أسباب ذلك تأييد الدوحة لطهران.