حذر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني إسرائيل أمس من رد حازم «ورادع» إن هي استمرت في مهاجمة أهداف في سوريا
ونسبت وكالة أنباء فارس إلى شمخاني قوله «إذا استمرت هذه الأعمال، فسوف يتم تفعيل الإجراءات المتوقعة للردع والرد بشكل حازم ومناسب بحيث يكون درس عبرة لحكام إسرائيل الكذابين والمجرمين
وفي هذا الصدد رجح الخبير في الشأن الإيراني د.نبيل العتوم لـصحيفة القدس العربي ان يكون التهديد الإيراني لإسرائيل يندرج في اطار دبلوماسية حافة الهاوية التي تحاول إيران تطبيقها، بينما هي تدرك تماماً نتائج اي مغامرة عسكرية في هذا الاتجاه.
ويمكن فهم سياق هذه التهديدات حسب المتحدث ضمن الخطاب الموجه للبيئة الداخلية الإيرانية في ظل ما تعانيه إيران من ظروف سياسية واقتصادية غير مسبوقة.
إسرائيل قامت بتوجيه أكثر من 215 عملية او ضربة عسكرية ضد الوجود الإيراني في سوريا، لكن اللافت ان صواريخ «إس 300» الروسية لم تتحرك دفاعاً عن الوجود
الإيراني وهو ما دفع رئيس لجنة الامن القومي في مجلس الشورى الإيراني لاتهام الجانب الروسي بأنه ينسجم ويدعم هكذا ضربات حيث تسعى روسيا إلى تحجيم النفوذ الإيراني المتعاظم.
واعتبر العتوم ان حق الرد الإيراني يمكن ان يكون من خلال الميليشيات التي انشأتها في سوريا كونها اضعف من ان تواجه إسرائيل، واذا ارادت إيران فلديها حزب الله ولكن في هذا الوقت ليس من مصلحتها التضحية به لان رد إسرائيل سوف يكون مدمراً
وتحدث العتوم عن تطوير إسرائيل لما يسمى الخطوط الخمسة الحمراء التي وضعتها، «ليس فقط من خلال ابعاد الميليشيات الإيرانية عن جبهة جنوب سوريا بعمق 50 كيلو متراً ثم قالوا 70 كيلو متراً، ثم طالبوا بانهاء الوجود العسكري الإيراني هناك
بل ان نتنياهو هدد بوجود معلومات استخباراتية تؤكد وجود صواريخ متوسطة المدى ايرانية في العراق موجهة إلى إسرائيل وان خيارات بلاده سوف تكون مفتوحة من خلال ضربة عسكرية حتى في العمق الإيراني
مستبعداً ان تصل الأمور إلى مرحلة المواجهة المباشرة بل إيران سوف تهرب عبر ما يسمى حروب الوكالة في مواجهة إسرائيل من خلال توجيه اداوتها في المنطقة، وهو يبرر سكوت إيران على كل هذه الضربات، فهي لا تريد مواجهة عسكرية مع الجانب الإسرائيلي لانها تدرك تبعات ذلك
بل ترغب في توظيف مداخل الازمات الاقليمية لا سيما السورية ضمن نظرية تخادم الملفات، مضيفاً طهران ستلجأ إلى حروب الوكالة وهو من شانه ان يطرح
سيناريوهات عديدة، لن تصل إلى مرحلة المواجهة خاصة ان هناك متغيرات دولية واقليمية لا تدفع بهذا الاتجاه» وربما يميل الاتجاه برأي المتحدث إلى تغليب العقوبات على ايران.