رام الله الإخباري
ما زال الشاب رستم صرصور، والد الطفلين محمد ومعاوية صرصور (3 و5 أعوام) من مدينة كفر قاسم في الداخل المحتل
اللذين لقيا مصرعهما جراء استنشاقهما دخان في حادثة وقعت في منزل العائلة، يوم الجمعة الماضي (25/01/2019 ) يحاول النهوض من جديد رغم هول الفاجعة.
وروى الوالد الثاكل في حديث أجراه اليوم، الأحد لموقع عرب 48 الاخباري آخر اللحظات التي سبقت اندلاع الحريق الذي أدى إلى مصرع طفليه
محاولا أن يوجه رسالة تحذيرية إلى الناس، منعًا لتكرار الحادثة، واستخلاصًا للعبرة.
وقال للموقع الاخباري "لا يوجد مصيبة أكبر من أن تحمل طفليك بحضنك وهما قد فارقا الحياة"
بهذه الكلمات وصف الوالد صرصور، الفاجعة التي ألمت به وزوجته، وتابع أنه "لكن رغم ذلك فإني أومن أن ذلك قدر محتوم، وأحمد الله على كل حال".
لم تعلن الشرطة رسميًا عن السبب المحدد الذي أدى إلى اندلاع الحريق، ولم يصدر أي بيان رسمي حول هذا الشأن من قبل وحدة التحقيق في الحرائق التابعة لسلطة الإطفاء
إلا أن الترجيحات تشير بشكل كبير، وفقًا للتحقيقات الأولية، إلى أن تماسًا كهربائيًّا حدث في مدخر طاقة أو شاحن إحدى الألعاب الإلكترونية التي كانت في غرفة الأطفال.
يعيش الشاب صرصور (30 عاما)، وزوجته في مدينة كفر قاسم، وقد تزوجا منذ سبع سنوات وأنجبا ثلاثة أطفال هم محمد ومعاوية اللذان لقيا مصرعهما، وطفلة أخرى؛ ويملك صرصور نادي للياقة البدنية في كفر قاسم وهو مصدر رزقه
.بألم وأسى، روى صرصور اللحظات الأخيرة قبل وقوع الكارثة وفقدان طفليه، "عدت إلى البيت بعد أن أنهيت عملي، حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء، حين دخلت كان معاوية مستيقظا، تبادلنا بعض الحديث عن الحضانة، وطلبت منه الخلود إلى النوم ومن دخلت زوجتي هي الأخرى، كما تفعل دائما، تتفقد الأطفال قبل النوم".
وتابع أنه "في ساعات الفجر الباكرة، شعرنا برائحة دخان غريبة تملأ المنزل، كانت قوية على نحو لافت، لكننا لم نتوقع أن مصدرها من داخل البيت، لم تفكر زوجتي للحظات، وهرعت إلى غرفة الأطفال، وإذ بها تتفاجأ بالدخان يملأ الغرفة، وأخذت بالصراخ وبفتح منافذ الغرفة كي يخرج الدخان، وسريعًا، حملت معاوية إلى خارج الغرفة، وأنا دخلت مذهولا وانتشلت محمد".
وأضاف "ألقيت معاوية ومحمد على الأرض لتقديم الإسعافات لهما، كانا بحالة حرجة، وقبلها تواصلت مع قوات الإسعاف
حاولت أن أقدم لهما الإسعافات الأولية وعملية الإنعاش قبل وصول الطواقم الطبية، لكن للأسف، دون فائدة، فارقا الحياة وهما لا يزالان في المنزل".
وعن شعوره قال صرصور: "أرى الدنيا سوداء الآن، لكن كل هذا تم بتدبير من الله، وأنا أتقبل كل شيء من الله. زوجتي حتى الآن لا تصدق ما حدث، وأنا لا أصدق ما حدث من هول الفاجعة".
وتابع أنه "دائما ما كنت أسمع بمثل هذه الحوادث تحصل لأناس من محيطنا، وأحرص أن آخذ منها العبرة
لكن لم أتوقع يوما أن هذا قد يحدث لي شخصيا وأفقد طفلين، هذه الفاجعة يمكنها أن تحدث في أي بيت، ولكنها اختارت بيتنا نحن، على الرغم من أني كنت أكثر الحريصين دائما".
وختم بالقول إنه "أتوجه إلى الناس عامة. احذروا وراقبوا وتابعوا أطفالكم ولا تتركوهم لوحدهم، خذوا الحيطة والحذر حتى ذلك القدر المبالغ فيه
ما حل بنا يمكنه أن يحدث في أي منزل، كلنا نترك الأجهزة الإلكترونية في الكهرباء وقت النوم، لكن كم منا يتوقع أن تحدث كارثة كهذه له بالذات".
عرب 48