مطعم شعبي فلسطيني ينافس المطاعم الفاخرة "صور "

مطعم افتيم

رام الله الإخباري

عندما افتتح صليبا سلامة، مطعم "أفتيم"، مطلع الخمسينات من القرن الماضي، وسط مدينة بيت لحم جنوبي الضفة (مهد المسيح عليه السلام)، لم يكن يخطر بباله، أن يكون واحدا من أبرز معالم مدينة بيت لحم التي يحج إليها السياج المسيحيون. 

وبدأ المطعم عمله بتقديم وجبات تقليدية شعبية فلسطينية وعربية، كالحمص، والفول والفلافل، والمسبّحة، والفتّة؛ ومع الوقت، تحوّل إلى أحد معالم مدينة بيت لحم الأساسية، حيث يحرص السياح والمشاهير لزيارته، وتذوق أكلاته. 



مطعم افتيم

و"سلامة"، مؤسس المطعم، هو لاجئ فلسطيني، هجرّته وعائلته، المنظمات الصهيونية عام 1948، من مدينته "يافا"، التي كان يملك فيها "مخبزا". وتوفي سلامة، عام 1984، وتولى أولاده وأحفاده، إدارة المطعم من بعده. 

ويقول علاء سلامة (حفيد المؤسس)، وأحد مدراء المطعم، إن شخصيات فنية ودبلوماسية وفنية رفيعة، زارت المطعم،وتناولت "الحمص والفلافل".

 ومن أبرز من زار المطعم من الشخصيات السياسية، رئيس وزراء بريطانيا السابق، ديفيد كاميرون، حيث تناول وجبة الإفطار في العام 2014. 



مطعم افتيم

أما من الشخصيات الفنية، فزار المطعم المغنية السورية أصالة نصري، بحسب "سلامة". والمطعم عبارة عن بيت قديم، شُيّد من الحجارة والطين، على شكل أقواس، يتزين بالصلبان وآيات من الإنجيل، والقرآن الكريم، وقطع تراثية. 

وحصل المطعم في العام 2014، على شهادة "الامتياز"، من الموقع السياحي العالمي Trip Advisor . وأرجع "سلامة" شهرة المطعم  إلى "طبيعة الأكل وجودته". 

وقال:" يقصد المطعم سياح أجانب من مختلف الجنسيات، إلى جانب رواده من مدينة بيت لحم وجوراها". وتشهد مدينة بيت هذه الأيام حركة سياحة نشطة، مع بدء الاحتفال بأعياد الميلاد. 



مطعم افتيم

ويضيف سلامة:" نقدم الوجبات الفلسطينية التقليدية، ذاتها التي كان أجدادنا يقدمونها في مدينة يافا وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة". وتابع:" هناك شهرة كبيرة للمطعم وصلت لعديد الدول، عبر السياح والحجاج الذين يزرون بيت لحم". 

ويبدي رواد المطعم، إعجابهم الكبير، بنوعية الطعام والخدمة المقدمة في المطعم. ويقول الزبون، مراد موسى:" تناول الطعام في أفتيم يعود بك إلى عشرات السنوات، من حيث الطعام التقليدي، والمكان القديم".

ويضيف "موسى" الذي كان بصحبة عائلته، لتناول طعام الإفطار في المطعم:" المطعم عريق، والأكلات الشعبية مميزة، وهو معلم من معالم بيت لحم". وتابع:" من يصل بيت لحم ولم يأكل في مطعم أفتيم كأنه لم يزر المدينة". 

أما رينتا الشوملي، وهي فلسطينية تقيم في دولة "الكويت"، فتقول إنها تحرص في كل زيارة لها للضفة الغربية، على تناول الطعام في "أفتيم". 

وتضيف لوكالة الأناضول:" المكان قديم يأخذنا إلى أربعينيات القرن الماضي وحتى قبل ذلك، والطعام متقن". وتابعت:" المطعم ينافس مطاعم 5 نجوم، وبأسعار مقبولة". 

وتزداد أهمية المطعم في مثل هذه الأيام، التي تحتفل فيها مدينة بيت لحم، بأعياد الميلاد. 



مطعم افتيم

ويحكي الجد المؤسس للمطعم "صليبا سلامة"، قصة المطعم في لوحة جدارية معلقة على جدرانه، لخص فيها نكبة الشعب الفلسطيني، والهجرة من مدينة يافا لبيت لحم، وتأسيسه المطعم الذي أطلق عليه أسم "أفتيم" تيما بابنه الأكبر. 

ويُطلق مصطلح "النكبة" على عملية تهجير الفلسطينيين، من أراضيهم على يد "عصابات صهيونية مسلحة"، عام 1948. 

واضطر نحو 800 ألف فلسطيني إلى مغادرة ديارهم، في ذلك العام، الذي شهد تأسيس دولة إسرائيل، هربا من "مذابح" ارتكبتها منظمات صهيونية، أدت إلى استشهاد نحو 15 ألف فلسطيني، بحسب تقرير حكومي فلسطيني. 

وتكون ذروة أعياد الميلاد للطوائف المسيحية الغربية، مساء اليوم الإثنين (24 ديسمبر/كانون أول)، حيث يقام قداس منتصف الليل بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وعدد من الوزراء من دول عربية وأجنبية، وآلاف الحجاج.

أما احتفالات الطوائف المسيحية التي تعتمد على التقويم الشرقي، فتكون يوم 7 يناير/كانون ثاني. 

وبيت لحم مدينة تاريخية، تقع في جنوبي الضفة، وتكتسب قدسيتها من احتوائها على "كنيسة المهد"، التي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى بن مريم، ولد في الموقع الذي قامت عليه. 

الاناضول