أرسلت تركيا السبت تعزيزات عسكرية إلى شمال سوريا بين جرابلس ومنبج في منطقة لا تبعد كثيرا عن الخطوط الأمامية للمقاتلين الأكراد. ويأتي ذلك بعد نحو أسبوع على تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشن عملية عسكرية ضد المسحلين الأكراد.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن تركيا أرسلت السبت تعزيزات عسكرية إلى شمال سوريا قرب منطقة تسيطر عليها القوات الكردية التي تتوعّدها أنقرة بهجوم عسكري جديد بهدف "القضاء" عليها.
ويأتي إرسال هذه القوات التركية بعيد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مفاجئ الأربعاء أنه سيسحب القوات الأمريكية المتمركزة في شمال شرق سوريا إلى جانب المقاتلين الأكراد الذين لطالما سعت تركيا للقضاء عليهم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن "حوالي 35 دبابة وغيرها من الأسلحة الثقيلة على متن ناقلات مدرّعات عبرت عصر اليوم معبر جرابلس الحدودي".
وأضاف أنّ التعزيزات العسكرية "توجّهت إلى منطقة تقع قرب نهر الساجور بين جرابلس ومنبج ولا تبعد كثيراً عن الخطوط الأمامية حيث يتمركز مقاتلو مجلس منبج العسكري (الأكراد)".
بدوره أكّد مسؤول في فصيل محلي مسلح معارض للنظام السوري وموال لتركيا وصول هذه التعزيزات.
وقال المسؤول مشترطاً عدم نشر اسمه إن القوات التركية طلبت أيضا من الفصائل الموالية لها "إعلان حالة التأهب (...) لكن من دون أن تطلب منها التوجه إلى المنطقة التي أرسلت إليها التعزيزات".
وينتشر في شمال سوريا حاليا نحو ألفي جندي أمريكي، غالبيتهم من القوات الخاصة، لمواجهة تنظيم "داعش " وتدريب المقاتلين المحليين في المناطق التي تمّت استعادتها
من التنظيم الجهادي. ويخشى الأكراد أن تنفّذ تركيا تهديداتها بشن هجوم ضدهم بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب.
وشكّل المقاتلون الأكراد هدفا سابقا لأنقرة، التي تصنّفهم "إرهابيين" والتي سيطرت العام الحالي على منطقة عفرين إثر عملية عسكرية.
وحذّر المسؤولون الأكراد خلال اليومين الماضيين من أن أي هجوم تركي سيعني انسحاب المقاتلين الأكراد من جبهة القتال الأخيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة دير الزور (شرق).