رام الله الإخباري
قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ
إن الرئيس محمود عباس يقوم باتصالات محلية واقليمية ودولية لوقف التصعيد الإسرائيلي على شعبنا.
وأضاف الشيخ في تصريحات لتلفزيون فلسطين، اليوم السبت، إن الرئيس أعطى تعليماته المباشرة لإعادة بناء منزل عائلة أبو حميد
في مخيم الأمعري فورا، الذي فجرته قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم.
وأكد أن القيادة تتابع بالتفصيل الاعتداءات الاسرائيلية بحق شعبنا، وموقف القيادة الفلسطينية لن يتغير حيال الجرائم الإسرائيلية
مبينا أن حكومة نتنياهو تسعى لتكريس الاحتلال الإسرائيلي على الأرض، ويواصل استهدافه المباشر لموقف الرئيس.
وأشار الشيخ إلى أن الرئيس محمود عباس سيغادر غدا لعقد اجتماع مع ملك الأردن عبد الله الثاني لبحث العدوان الاسرائيلي ضد شعبنا.
وفجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، منزل عائلة أبو حميد المكون من أربعة طوابق، في مخيم الأمعري بمحافظة رام الله والبيرة، عقب عملية اقتحام للمخيم استمرت أكثر من ست ساعات.
وكان قوات كبيرة من جيش الاحتلال، راجلة ومحمولة ترافقها جرافات عسكرية، اقتحمت مخيم الأمعري وفرضت حصارا عليه، قبل أن تحاصر منزل عائلة أبو حميد وتخلي المعتصمين فيه بعد الاعتداء عليهم بالضرب ورش غاز الفلفل في وجوههم، وبالصعق بالكهرباء، إضافة لاعتقال العشرات منهم.
وأفاد شهود عيان بأن جنود الاحتلال احتجزوا والدة الأسير ناصر أبو حميد "خنساء فلسطين" لفترة من الوقت قبل الإفراج عنها
في حين اندلعت مواجهات في أزقة المخيم ومحيط منزل عائلة أبو حميد، أطلق خلالها جنود الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت، بكثافة صوب المواطنين، ما أسفر عن إصابة عشرات المواطنين بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط وبالاختناق بالغاز المسيل للدموع، 10 منهم نقلوا للمستشفيات، وفق ما أفاد به الهلال الأحمر الفلسطيني.
وأضاف شهود العيان أن قناصة الاحتلال اعتلوا أسطح عدد من المنازل في المخيم، فيما انتشر مئات الجنود في أزقته، وسط إطلاق نار كثيف.
وأشاروا إلى أن جنود الاحتلال احتجزوا ما يقارب من 500 مواطن من أطفال ونساء ومسنين في ملعب البيرة الجديد في ظل الأجواء الباردة، بعد أن أرغموهم تحت تهديد السلاح على مغادرة منازلهم، الواقعة في محيط منزل عائلة أبو حميد، مبينين أن امرأة حامل كانت تتواجد في الملعب نقلت إلى المستشفى بشكل عاجل.
ووزعت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني الأغطية على الأهالي الذين تم إرغامهم على ترك منازلهم، إلى ملعب ومدرسة البيرة.
وفي وقت لاحق، قالت الناطق باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني عراب فقهاء إن طواقم الهلال نجحت في إخلاء قرابة 100 سيدة وطفل كانت تحتجزهم قوات الاحتلال، إلى مقر الجمعية.
كما اعتدى جنود الاحتلال على الطواقم الصحفية والطبية التي تواجدت في محيط منزل عائلة أبو حميد، بالضرب، وإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع، والصوت، صوبها، ما أدى لإصابة مصور صحفي بقنبلة غاز في رأسه، نقل إثرها للمستشفى، في حين أغلقت جرافات الاحتلال كافة الطرق المؤدية للمنزل بالسواتر الترابية.
وقالت صاحبة المنزل، أم ناصر أبو حميد (72 عاما)، في تصريحات لتلفزيون فلسطين، "إننا لن ننهار ولن نسستلم، ومنزلي فداء لفلسطين ولشعبها، وإن هدمه الاحتلال فسنعيد البناء".
وأضافت أبو حميد: "هذه أرضنا، وطالما هناك احتلال سنقاومه".
وكانت المحكمة العليا للاحتلال قد رفضت في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الجاري، الالتماس الذي تقدمت به العائلة ضد قرار الهدم، وأعطت مهلة لإخلائه حتى الثاني عشر من الشهر ذاته، علما أن تقديم الالتماس جاء بعد أن رفض القائد العسكري لجيش الاحتلال من خلال مستشاره القضائي اعتراضين سابقين جرى تقديمهما ضد قرار الهدم.
ومن الجدير ذكره أن قوات الاحتلال كانت قد هدمت منزل عائلة أبو حميد في العامين 1994 و2003، كإجراء انتقامي من العائلة، واستمرت عملية ملاحقة الاحتلال للعائلة وذلك منذ استشهاد نجلها عبد المنعم ولا تزال، فهناك ستة أشقاء من عائلة أبو حميد في معتقلات الاحتلال، منهم أربعة يقضون أحكاما بالسّجن المؤبد منذ انتفاضة الأقصى عام 2000، وهم: (ناصر، ونصر، وشريف، محمد) علاوة على شقيقهم جهاد المعتقل إداريا.
وفي شهر حزيران الماضي اعتقلت سلطات الاحتلال شقيقهم السادس وهو إسلام (32 عاما) ولا يزال موقوفا، حيث تتهمه سلطات الاحتلال بقتل أحد جنودها خلال اقتحام نفذته لمخيم الأمعري في رام الله. علما أن إسلام قضى سابقا سنوات في معتقلات الاحتلال.
رام الله الاخباري