تزينت مدينة مهد المسيح استعدادا لاستقبال أعياد الميلاد، واكتست شوارعها وبيوتها وكنائسها بالزينة المضيئة، التي تبدو ليلا كلوحة فنية مكتملة الأركان تجذب الناظرين وتدخل البهجة والفرح في قلوبهم.
وتتحضر المدينة وبلديتها وكافة مؤسساتها لاستقطاب الوفود الرسمية والدينية من كافة الأراضي الفلسطينية ووفود الحجيج القادمين من جميع دول العالم.
وقال رئيس بلدية بيت لحم أنطون سلمان للوكالة الرسمية إنه تم البدء ببرامج احتفالات أعياد الميلاد من تاريخ 29 تشرين الثاني حيث عقد مؤتمر إعلان رسالة الميلاد،
وفي الأول من كانون الأول إضاءة شجرة الميلاد، وفي اليوم الذي يليه إقامة سوق الميلاد في ساحة المهد، مؤكدا أن الفعاليات الثلاث كانت ناجحة.
وأضاف انه يتم الإعداد حاليا لإقامة قرية سانتا التي ستكون في ساحة المهد، وستبدأ في 10 من الشهر الجاري حتى 16 من الشهر نفسه، وخلال هذه الفترة ستكون عدة فعاليات في القرية للترفيه عن الأطفال
وفي 11 من هذا الشهر سيكون هناك اوركسترا برئاسة فنان إيطالي في كنيسة القديسة كاترينا، ثم سيكون في 24 استقبال المدبر الرسولي والاحتفال بعيد الميلاد حسب التقويم الغربي.
وتمنّى سلمان أن تسير كافة الفعاليات المتبقية بنجاح، مشيرا إلى أن البلدية تحضّر برنامجا للوفود القادمة لفلسطين وتوفّر كافة الخدمات اللوجستية من لحظة قدومهم حتى مغادرتهم، حيث بلغ عدد السياح حتى 30 تشرين الثاني مليون و89 ألف سائح.
ويتطلع لرفع مستوى الأداء في بيت لحم سواء على صعيد خدمات البلدية أو الخدمات السياحية التي يقدمها القطاع الخاص، للارتقاء بهذه الخدمات والحفاظ على بيت لحم كمقصد سياحي بامتياز على مستوى العالم.
ويتواجد في ساحة المهد عشرات المحال التجارية التي تبيع زينة وتحف الميلاد، والتي تنتظر موسم الأعياد على أحر من الجمر، فيعتبره التجار موسما ذهبيا يعوّض الركود طيلة العام.
وفي مشغل لحفر التحف الخشبية في ساحة المهد يدأب أحمد المشني في عمله لإنتاج أكبر عدد ممكن من التحف، قائلا: "العد التنازلي لبدء الأعياد قد اقترب، وهذه الأيام يكون فيها ضغط العمل، فنسابق الزمن لإنجاز كل البضائع المنوي عرضها، فهذه فرصة لترويج المنتجات وبيعها".
وأضاف: "يتم التركيز في العمل على نحت منحوتات مغارة الميلاد، والقديس يوسف، والعذراء مريم، والملوك الثلاثة، والصليب، وغيرها من المنحوتات المتعلقة بالميلاد المجيد".
من جانبه، قال رئيس جمعية الفنادق الفلسطينية في بيت لحم إلياس العرجا ان الفنادق على جهوزية عالية لاستقبال السياح والحجاج من كل دول العالم
فقد تزينت الفنادق بزينة الميلاد والتي يبلغ عددها في بيت لحم 57 فندقا، يتوفر فيها ما يزيد عن 5 آلاف غرفة فندقية وتستوعب قرابة 10 آلاف شخص.
وأضاف العرجا: "استمرارية الأمن والأمان في بيت لحم تساعدنا في ترويج أنفسنا سياحيا على مستوى العالم".
وأشار إلى أن القطاع الخاص يعمل على زيادة الغرف الفندقية والتي تحتاج توفير بنية تحتية متطورة بزيارة الشوارع وتوفير المياه وزيادة شبكات الصرف الصحي.
بدوره، قال رئيس غرفة تجارة وصناعة بيت لحم سمير حزبون : "بدأ العمل لتوفير كافة المتطلبات في هذه الفترة، كالسلع والهدايا والمشتريات والمواد الغذائية"
معتبرا أن هذا الموسم التجاري والصناعي سيكون ممتازا وسيتضاعف النشاط التجاري، حيث توقع قدوم أعداد كبيرة من السياح لبيت لحم.
وأشار إلى أن فلسطين استطاعت أن تعمل من أعياد الميلاد أعيادا وطنية لها أبعاد متعددة، متمنيا أن تمر بنجاح وتعكس الصورة الإيجابية لفلسطين.
وتابع حزبون انه لا يخفى على أحد أن بيت لحم مدينة محاطة بجدار الفصل العنصري، فالحركة مقيدة، فالدخول والخروج ليس بالأمر السهل على السياح والوافدين لهذه المدينة
ولا شك أن فصل الاحتلال لبيت لحم عن توأمها القدس له آثار سلبية على عدة جوانب، ومنها الجانب الاقتصادي فيبلغ نسبة التبادل التجاري بينهما 30% فقط من أجمالي التجارة الداخلية.
من جهته، يرى مدير شركة الكريسماس هاوس في بيت لحم جاك جقمان أن بيت لحم تشهد حركة سياحية نشطة منذ بداية شهر أيلول المنصرم، الذي أكد أنه يزيد الطلب على التحف والهدايا في هذه الفترة، فيتم تجهيزها من بداية العام بشراء الخشب وتجفيفه والنحت والحفر فيه لإنتاج كميات كبيرة من التحف والمشغولات الشرقية التي تجذب السياح.
وأضاف جقمان ان من أهم المشاكل التي تواجههم في كل موسم هو أن بعض الأدّلاء السياحيين خاصة الإسرائيليين يروجون فكرة أن بيت لحم غير آمنة، فلا يشترون البضائع إلا من محلات معينة يأخذون منها عمولة متفقا عليها.
ويستعد المواطنون في بيت لحم لشراء مستلزمات العيد، لإدخال البهجة على بيوتهم.
وقالت المواطنة أم جورج أنها تتحضر وعائلتها لعيد الميلاد بشراء شجرة الميلاد وزينها، متمنية أن يعم الخير والسلام على العالم وأن تتحرر فلسطين من الاحتلال "لنستطيع زيارة كنيسة القيامة في القدس بلا حواجز وبلا قيود".