تحدث القيادي والأكاديمي الفلسطيني الدكتور نبيل شعث خلال محاضرة له في العاصمة الاردنية عن تجربته الشخصية مع “التلميذ الفاشل” دونالد ترامب الذي أصبح رئيسا للولايات المتحدة الامريكية.
وقال شعث في محاضرة بعنوان "القضية الفلسطينية إلى أين؟" القاها مساء الاربعاء في النادي الأرثوذكسي في عمان "إن ترامب كان تلميذه في جامعة بنسلفانيا في عام 1968 ودرس عنده ثلاثة مواد لم يتمكن من النجاح فيها".
ونقل موقع "العراب نيوز" عن شعث قوله انه قابل ترامب عام 1968 عندما كان مدرسا للعلوم السياسية والتاريخ في الجامعة، وقتها لم يتمكن التلميذ ترامب من النجاح في ثلاث مواد قام بتدريسها الدكتور شعث.
وقال شعث خلال المحاضرة إن الاحصائيات تشير إلى حوالي 5.3 مليون فلسطيني يعيشون الآن في الضفة الغربية وقطاع غزة، بالإضافة إلى عدد السكان الفلسطينيين في شرق القدس، يضاف إليهم فلسطينيو الداخل البالغ عددهم 1.8 مليون نسمة
والتي بناء عليها يبدو جليا أن عدد الفلسطينيين العرب يتساوى، بل يكاد، يفوق عدد اليهود بين الحدود الأردنية والبحر الأبيض المتوسط الذي يصل إلى 6.5 مليون (بما في ذلك اليهود الذين يقطنون في مستوطنات الضفة الغربية). وهذا مصدر اول لتفاؤله وبخاصة وأن للشعب الفلسطيني على أرضه انزراع أكيد مقرون بالمقاومة بأشكال شتى.
وأضاف شعث: أن الاحتلال يسرق الارض والماء وأنه يفرض قبضته على حوالي 62 بالمائة من ارض الضفة، ويتفرد باستغلال 93 بالمائة من مائها لفائدة 650 ألف “مستوطن” مقابل 7 بالمائة من الماء لسبعة ملايين فلسطيني
لافتا إلى صمود ومقاومة الشعب الفلسطيني رغم كل التضييقات ديموغرافيا وبيولوجيا، وتمسكه بالبقاء في الوطن ومواصلته الكفاح بكل الطرق المتوفرة ونموه وتكاثره ومراجعته وتصحيحه الدائم لمواقفه.
وتابع " انه يتعين على العالم ان يفهم معنى الصمود والبقاء على أرض فلسطين في مواجهة الوجود الصهيوني الذي يتمتع بالدعم اللامحدود من الغرب.
وخلص شعث «الى أن اسرائيل لا تريد حلا ولا انسحابا».. مؤكدا الحاجة الى حماية المشروع الفلسطيني حتى يأتي الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، مجددا دعوته لعزل كيان الاحتلال على غرار ما حدث مع نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا.
مضيفا أن العالم الآن يتغير وسيصبح متعدد الأقطاب، لذا علينا الصبر والتوحد وانهاء الخصام والفرقة واستعادة الديمقراطية واعادة بناء اقتصادنا الوطني، مشيرا إلى انه يمكن فى السنوات المقبلة الذهاب إلى مفاوضات متعددة الأطراف.
وتابع شعث قائلا: إن الولايات المتحدة الأمريكية ارتكبت أخطاء كثيرة خلال الفترة الماضية وأصبحت الآن تفقد تدريجيا هيمنتها على العالم فى حين أصبح لروسيا والصين وأوروبا دور هام فى القضايا الدولية
مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية على اتصال مباشر ومكثف مع مختلف الأطراف الدولية وجميعها يتفق بأن الولايات المتحدة أصبحت وسيطا غير نزيه. وهذا هو المصدر الثاني لتفاؤله حيث ان الولايات المتحدة منذ العام 1991 انفردت بشؤون العالم وعاثت فيه فسادا، وأن وجود إدارة “ترامب” إنما هو تعبير عن “سقوط” الولايات المتحدة قيما ومكانة.
كما رأى د. شعث أهمية المبادرة إلى احتضان قطاع غزة، لإن الموضوع أكبر من شروط للمصالحة يفرضها هذا الطرف أو ذاك، وأخطر من المطالبة بتمكين وهمي على سلطات زائلة، مؤكدا أن ملف المصالحة يسير بإيجابية، باعتبار أن كل المبادرات المطروحة للنقاش “جوهرها عودة السلطة إلى القطاع”
مقرا بأن الانقسام كان كارثة على كل الفلسطينيين، و«اننا وحماس نتحمل مسؤولية الإنقسام، ونحن مصرون على أن تنتهي المصالحة بدولة فلسطينية واحدة».