قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله إن الحكومة الفلسطينية تصرف 96 مليون دولار شهريًا على قطاع غزة، ومنذ 2007 إلى شهر سبتمبر الماضي ما تم صرفه 15.5 مليار دولار في الوقت الذي يأتينا ايرادات من القطاع من 5 إلى 6 ملايين دولار فقط.
وشدد الحمد الله على أن غزة جزء مهم من الوطن ولا دولة من دون غزة ولا دولة في غزة، معربًا عن أمله بأن تتكلل جهود الوفود الموجودة في مصر، والتي ستغادر غدًا، بالنجاح، وتطوى صفحة الانقسام وتحقق الوحدة الوطنية.
جاء ذلك خلال كلمته بافتتاح مبنى الطوارئ بمستشفى رفيديا وقسم العناية الحثيثة في المستشفى الوطني الحكومي اليوم السبت بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال الحمد الله "لقد حرصنا على استمرارية وبقاء مستشفياتنا في القدس، سددنا مبلغ 12.5 مليون دولار، كمنحة لسد العجز الناجم عن وقف التمويل الأميركي لها، على أن يتم تسديد الباقي في الأشهر المقبلة".
وأكد أنه حتى في ظل أعتى الصعاب، سنحشد الجهود والطاقات والموارد وسننجح، لتظل مستشفياتنا قائمة مفتوحة لاستقبال المرضى، قادرة على تقديم الخدمات الطبية ذات الجودة في مختلف التخصصات.
وقال "ولتبقى مؤسساتنا الوطنية جميعها، عنوانًا للصمود ولإرادة البناء والتطور والنمو، مستجيبة لاحتياجات شعبنا، فاعلة منيعة في وجه الممارسات والقيود الاحتلالية".
وقال الحمد الله خلال افتتاحه المبنى إنه "بتوجيهات من الرئيس محمود عباس، واظبنا في السنوات الماضية، على التوسع في الأقسام والتخصصات والبنى في نظامنا الصحي، حيث افتتحنا أقسامًا جديدة في كافة المستشفيات الحكومية، ومراكز الطوارئ والولادة الامنة في المحافظات".
وأضاف "عملنا على تشغيل مستشفى طوباس التركي الحكومي، وضم مستشفى محمد علي المحتسب المحاذي للحرم الإبراهيمي الشريف، وسنفتتح قريبًا مستشفى "هوغو تشافير للعيون"، في ترمسعيا، ليكون المستشفى الحكومي الوحيد المتخصص في هذا المجال بالمنطقة".
وأشار إلى أن هناك العديد من المشاريع والبنى سنباشر في بنائها، وفي مقدمتها المستشفى الهندي في بيت ساحور، ومستشفى شرق نابلس، كما أنشأنا بنك الدم المركزي شمال الضفة.
ولفت إلى أن الرئيس عباس صادق قبل نحو شهرين، على قرار بقانون بشأن "الحماية والسلامة الطبية والصحية"، لتنظيم المسؤولية الطبية في قطاع الصحة، وتحقيق التوازن بين متلقي الخدمة الطبية، وكرامة وحقوق المؤسسة الصحية والأطباء والقائمين عليها.
وأوضح أن مبنى الطوارئ في مستشفى رفيديا سيكون بسعة 26 سريرًا، بالإضافة إلى مختبر وقسم للأشعة داخله وقسم طوارئ للأطفال وتجهيزات وأقسام أخرى فاعلة، كما أنشأنا فيه بنك الدم المركزي بتمويل من الصناديق العربية.
وتابع أن هذا التوسع إنما يساهم في التخفيف من الضغط، ورفع كفاءته في توفير خدمة طبية نوعية وذات جودة في مختلف التخصصات، وتكريسه كمستشفى مركزي وتحويلي وتعليمي، لتسهم هذه المنشأة، في المزيد من تحفيز قطاع الصحة، والنهوض بالخدمات الطبية، التي ننظر إليها على أنها واحدة من أبرز مقومات تعزيز صمود المواطنين.
واستدرك "تمكنا من تقليص التحويلات الطبية إلى خارج قطاع الصحة الفلسطيني، وتوطين العلاج، واستقطاب الكفاءات الوطنية والارتقاء بمعايير الخدمات الطبية، وذلك ضمن عمل وطني أوسع لتعظيم القدرات الذاتية بالاعتماد على العقول والسواعد الوطنية ومواجهة تقلص المساعدات الدولية إلى أدنى معدلاتها".
وأوضح أن كل هذه الإنجازات تأتي وسط تصعيد إسرائيلي ممنهج وواسع النطاق، يستهدف المشروع الوطني بكافة مؤسساته ومكوناته.
وبين أن "إسرائيل" بتشجيع من الإدارة الأمريكية، تواصل حصار غزة، وتوسعها الاستيطاني، وتمعن في هدم البيوت والمنشآت، وفي مخططات تمزيق وحدة الأرض الفلسطينية واقتلاع وتهجير شعبنا، لتدمير حل الدولتين ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على مواردها ومقدراتها والقدس عاصمتها.
وأكد أن مجابهة كل هذا، إنما يتم بتعزيز منظومة العمل الحكومي التي تشكل المربع الأول لتحقيق الصمود الشعبي، و"لهذا عملنا على تطوير وتحصين قطاع الصحة، ومنعنا تدهوره وانهياره في قطاع غزة، وسيرنا قوافل الأدوية والمستلزمات الطبية، واستمرت الحكومة في دفع فواتير التحويلات العلاجية الخارجية لأهلنا فيه".