دعوة إلى المجتمع الدولي لإرجاع أطفال عراقيين نقلهم "داعش" إلى دول أجنبية

اطفال العراق وداعش

 

قليلون الأطفال العراقيون من المكون التركماني، الذين عادوا إلى من بقي من أقاربهم وعائلاتهم بعد اختطفاهم من قبل تنظيم "داعش" الإرهابي

 بعدما ذبح آبائهم واقتاد أمهاتهم سبايا جاريات، ليبقى مصيرهم مجهولا حتى الآن رغم مضي نحو عام على التحرير.

شهادات أدلى بها ناجون تركمان كانوا مختطفين لدى "داعش" الإرهابي، حالفهم الحظ في الهرب والتحرير على يد القوات العرقية، أفادوا بإن الدواعش لا سيما الأجانب والعرب منهم، اقتادوا من أطفال المكون معهم إلى الخارج، وآخرين يرجح أنهم دفنوا في مقبرة هي الأكبر من نوعها في شمال العراق.

وكشف عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، عن المكون التركماني، علي البياتي، في تصريح خاص لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، اليوم الأربعاء، 21 تشرين الثاني/نوفمبر، أن أكثر من 80 طفل من التركمان، في عداد المفقودين، بقبضة "داعش" الإرهابي.

وقال البياتي، إن "العدد الكلي للأطفال التركمان الذين كانوا مختطفين بيد "داعش" الإرهابي، أكثر من 120 طفلا، في دار للأيتام في مدينة الموصل، مركز نينوى، شمالي بغداد، عندما كانت المدينة تحت سطوة التنظيم".

وأضاف البياتي، خلال السنوات الماضية، تم تحرير ما يقارب 40 طفلا منهم بطرق وفترات مختلفة، منوها إلى شهادات لناجين تشير إلى أن بقية الأطفال أما قد تم تجنيدهم أو أخذهم من قبل العناصر الإرهابيين الأجانب واصطحابهم إلى بلدانهم.

ويقول البياتي: "نحتاج إلى جهود حثيثة، من قبل الدولة العراقية وبالتعاون مع المجتمع الدولي لاسترجاع هؤلاء الأطفال".

ويطالب المجتمع الدولي بإنصاف الضحايا الناجين والمفقودين، وتقديم الدعم الكامل لهم من رعاية صحية، ونفسية، ودعم اقتصادي، وقانوني وتجريم الجناة.

وعن زيارته إلى قضاء تلعفر "أخر منطقة تحضن بها تنظيم "داعش" في غربي الموصل، قبل هزيمته بتقدم القوات العراقية في أواخر أغسطس/آب العام الماضي"

 نوه البياتي إلى أن هنالك بئر قديم اسمه "علو عنتر" يعتبر أكبر مقبرة في محافظة نينوى حيث فيها ما يقدر بـ3000 جثة لمدنيين اغلبهم من المكونين التركماني والايزيدي، وعسكريين من المحافظة، تم رميهم بعد قتلهم من قبل عصابات القاعدة ثم "داعش" على مدى السنوات الماضية.

وألمح البياتي، إلى أن المقبرة المذكورة، محاطة بالألغام زرعتها "داعش" الإرهابي عندما كان مسيطرا على المنطقة قبل عام.

واختتم عضو المفوضية العليا لحقوق الإنسان العراقية، بتأكيده إلى الحاجة لجهود من قبل المؤسسات العراقية والمنظمات الدولية المختصة لإنقاذ المختطفين، وفتح المقبرة وإدانة المجرمين.

وكانت القوات العراقية قد عثرت أثناء تقدمها في عمليات تحرير قضاء تلعفر من سيطرة "داعش" الإرهابي، في 13 سبتمبر/أيلول العام الماضي، على فتاتين من المكون التركماني، كانتا تحت سيطرة وسجن التنظيم.

وعلمت مراسلتنا حينها، أن الفتاتين شقيقتان من قضاء تلعفر "غربي نينوى"، لم تبلغا سن العشرين بعد، وأعمارهما تتراوح ما بين الـ(19-17)، وهما تعانيان من حالة نفسية صعبة جداً، لدرجة لم تتمكن المصادر من أخذ تفاصيل منهما.

الجدير بالذكر، أن القوات العراقية أكملت تحرير تلعفر "المعقل الأخير لـ"داعش" الإرهابي" في محافظة نينوى، في الجهة الغربية من البلاد، في 31 أغسطس/ آب الماضي، وبذلك أعلنت المحافظة محررة بالكامل من سطوة التنظيم بعد أن كانت تحت بطشه منذ منتصف عام 2014.