انسحبت آليات بلدية الاحتلال الإسرائيلي مساء الأربعاء، من مخيم شعفاط شمال شرق مدينة القدس المحتلة، بعد مضي نحو ١٠ ساعات على هدم ١٦ محلًا تجاريًا و٣ كازيات، بحجة البناء دون ترخيص.
وكانت آليات بلدية الاحتلال برفقة المئات من موظفيها وجنود الاحتلال اقتحموا شعفاط من الحاجز العسكري في الساعة الثامنة والنصف صباحًا، وانسحبوا في الساعة الخامسة والنصف مساء.
واندلعت مواجهات متفرقة في الشارع الرئيس والحارات والشوارع الفرعية بشعفاط، أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية، ورد عليها الشبان برشق الحجارة.
وأصيب خلال المواجهات عدد من السكان بالاختناق جراء استنشاق الغاز المدمع، فيما لم تسجل إصابات أخرى ما عدا اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على فتاة خلال تواجدها قرب مدخل المخيم فوقعت أرضًا.
ولاحقت قوات الاحتلال الشبان وطلاب المدارس واعتقلت ٤ طلاب منهم خلال عودتهم لمنازلهم بالمخيم، بعد احتجازهم قرب الحاجز العسكري.
وعرف من بين المعتقلين الطلاب محمود دغمة، ومحمد عصام القواسمي، ورائد الرجبي، وتبلغ أعمارهم ما بين ١٢ و١٤ عامًا، واقتادتهم إلى الحاجز العسكري بالمخيم.
وذكر شهود أن عمل آليات بلدية الاحتلال لم ينته اليوم رغم مرور ١٠ساعات على وجودها في المخيم؛ لأنها لم تُزل كافة أنقاض المحلات التجارية، وستواصل عملها غدًا الخميس.
وتحوّل شعفاط خلال عملية الهدم الجماعية لمحلات التجارية، إلى ثكنة عسكرية إذ انتشرت القوات في كافة أنحاء المخيم واعتلت أسطح البنايات ومداخلها، ونصبت الأشرطة الحمراء عند مداخل الأحياء المحيطة بالشارع الرئيس، وحلقت مروحية في سماء المخيم.
وسادت حالة من الخوف والارتباك بين صفوف أهالي شعفاط، بسبب التواجد العسكري المكثف لقوات الاحتلال، وخاصة طلاب المدارس لدى خروجهم من المدارس وعودتهم لمنازلهم.
وكان موظفو بلدية الاحتلال وزعوا مساء أمس اخطارات هدم لأصحاب المحلات التجارية الملاصقة لسور مدارس وكالة الغوث، وأمهلتهم مدة ١٢ ساعة لإخلائها من البضائع والمعدات.
وشرعت صباح اليوم أربع آليات هدم "حفارات" تابعة لبلدية الاحتلال بهدم المحلات التجارية بعد إخلائها وثلاث كازيات، وصادرت البنزين والسولار منها.
ونصبت قوات الاحتلال الحواجز الحديدية عند مدخل الشارع الرئيس ومحيطه حتى الشارع المؤدي إلى بلدة عناتا، ومنعت المركبات والحافلات العامة الوصول للشارع الرئيس "مكان عملية الهدم"، وفرضت منع التجول بالمكان.
وأغلقت القوات الحاجز العسكري المقام على مدخل مخيم شعفاط أمام حركة المركبات القادمة إليه والخارجة منه، في حين فتحت بوابة حي رأس خميس بالجدار الفاصل، لمرور المركبات والحافلات العامة.
وتعتبر عملية هدم ١٦ محلًا تجاريًا في مخيم شعفاط أكبر عملية هدم تنفذها بلدية الاحتلال في البلدات والقرى داخل القدس المحتلة.
واشتملت عملية الهدم محلات لبيع الملابس والأحذية وصالونات حلاقة ومطعم لبيع الفلافل وغيرها.
وتعتبر عملية هدم المنازل والمحلات التجارية إجراء غير مسبوق في شعفاط للاجئين الفلسطينيين التابع لوكالة الغوث "أونروا"، إذ أنه المخيم الوحيد ضمن حدود مدينة القدس المحتلة.
وقبل 18 عامًا هدمت بلدية الاحتلال 17 منزلًا مقامة على أرض أوقاف بشعفاط، وقبل ثلاثة أعوام فجّرت منزل الشهيد إبراهيم العكاري، كما هدمت قبل أسبوعين ١٢ شقة سكنية في بناية بحي رأس شحادة بالمخيم.