أثار قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) مساء أمس الثلاثاء الموافقة على وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة موجة عارمة من السخط الإسرائيلي الداخلي على القرار.
واتهم إسرائيليون الحكومة الإسرائيلية بالتحول الى لعبة بيد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وأنها تديرها حيثما شاءت، حيث تقرر حماس وقت فتح النار وساعة وقف النار ولا تملك الحكومة الإسرائيلية سوى الاستجابة.
وأظهرت التظاهرات العفوية التي قام بها سكان مستوطنات غلاف قطاع غزة الليلة الماضية وصباح اليوم تغيرًا في المزاج الداخلي لدى سكان الغلاف.
ففي الوقت الذي كان يطالب فيه المستوطنون بتسوية مع المقاومة في القطاع، رفع المتظاهرون لافتات وشعارات تطالب بضرب غزة حتى النهاية.
وجاء على لسان متظاهرين من الغلاف بأن نتنياهو غدر بسكان الغلاف وأنهم سيردون له الجميل في صناديق الاقتراع.
أما على الصعيد الحزبي الإسرائيلي، فقد نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" تقريراً صباح اليوم قالت فيه إن وزراء الكابينت تحولوا إلى دمى في يد نتنياهو خلال جلسة الكابينت أمس والتي استمرت لسبع ساعات حيث أملى عليهم القرار دون الاكتراث بمداخلاتهم.
وكرد فعل على القرار، من المتوقع أن يقدم وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان استقالته ظهر اليوم للحفاظ على ما تبقى له من شعبية في أعقاب تراجع كبير في شعبيته بسبب ضعفه في مواجهة غزة.
كما تسود حالة من السخط الداخلي بين أعضاء الكنيست من حزب (الليكود) الذي يرأسه نتنياهو حيث ظهر أحد أعضاء الحزب ويدعى أورن حزان في بث مباشر قال فيه إن "قرار وقف النار لا يمثل الليكود وأنه يمنح روح معنوية عالية لحركة حماس".
مغامرة كبيرة
ويرى محللون أنه من الصعب على نتنياهو تحمل هكذا ضغوطات وبخاصة إذا ما تعلق الأمر بالجمهور الذي انتخبه وأنه قد يقدم على مغامرة كبيرة في القطاع لرد الاعتبار ولكن بشكل مباغت هذه المرة.
أما موقع "مفزاك" العبري فقد كتب مقالة تحليلية قال فيها بأن سكان "إسرائيل" منشغلون هذا اليوم في السؤال الملح وهو لماذا قررت الحكومة الإسرائيلية وقف إطلاق النار وعدم الذهاب إلى حرب شاملة بعد سقوط 460 صاروخ خلال 24 ساعة ومقتل شخص وإصابة العشرات.
ونقل الموقع عن الرئيس السابق لجهاز الأمن العام (الشاباك) يورام كوهين أن القرار الذي جرى اتخاذه جاء لصالح القيادة الإسرائيلية لأن هكذا حروب لن تخدمها بالضرورة ولا يعرف أحد إلى أين ستصل مع الأخذ في الاعتبار التطورات الأخيرة على الساحة العربية وما رافقها من فتح المزيد من الدول العربية أبوابها لإسرائيل وأن حرباً من هذا النوع ستعيد خلط الأوراق.
وبين "كوهين" أن الأيام المقبلة ستحكم إذا ما كان قرار الكابينت صحيحًا من الناحية الإسرائيلية أم لا.