قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "في إطار مسؤولياتنا الوطنية تجاه القدس ومؤسساتها وأهلنا الصامدين فيها، وتحديا لأي قرار أو محاولة لطمس هوية وإرث مدينتنا المقدسة وتجريدها من مقومات صمودها
وتنفيذا لتعليمات الرئيس محمود عباس بدعم صمود القدس والمقدسيين كأولوية وطنية عليا وعاجلة، قرر مجلس الوزراء تخصيص مبلغ 12.5 مليون دولار كمنحة لسد العجز الناجم عن وقف التمويل الأميركي لمستشفياتنا في القدس، على أن يتم تسديد النصف الباقي عند توفر الإمكانيات".
جاء ذلك خلال استقباله، اليوم الثلاثاء، في مكتبه برام الله، مدراء مستشفيات القدس التي تستهدفها المنحة، بحضور وزير المالية شكري بشارة، ووزير الصحة جواد عواد، ووزير شؤون القدس عدنان الحسيني، ومحافظ القدس عدنان غيث، ومستشارة رئيس الوزراء خيرية رصاص.
وأضاف رئيس الوزراء: "هذا أقل الواجب والمسؤولية، وسنبقى حريصين على أن تظل مستشفياتنا في القدس قائمة وفاعلة مفتوحة لاستقبال المرضى وتقديم العلاجات الحيوية النوعية لهم، وستبقى وجهة علاجية تحويلية لأبناء شعبنا من الضفة الغربية كما من غزة
ولن نسمح بضرب أو تهديد هذه المستشفيات، كما لن نسمح بفصل القدس أو عزلها أو اقتلاع التجمعات البدوية فيها أو تهديد مخيماتها، وسنعمل بكل الوسائل القانونية والدبلوماسية لصون مكانتها وتاريخها، وتعزيز صمود أهلها ومؤسساتها، وحماية المنهاج التعليمي الفلسطيني فيها، والتصدي لأية قرارات تخدم الأهداف الاستعمارية والاحتلالية لإسرائيل".
وتابع الحمد الله: "يقع على عاتق المجتمع الدولي اليوم، التزام قانوني وأخلاقي، بالتصدي لقرارات الإدارة الأميركية والوقوف في وجه التهديدات الإسرائيلية الممنهجة لحياة أبناء شعبنا، والذي تديره إسرائيل بأدواتها العدوانية
من حكومة اليمين المتطرف، فإسرائيل بدعم من الإدارة الأميركية، إنما تستهدف الثوابت والبنى التي يعول عليها الفلسطينيون في صمودهم وبقائهم، والتي تعتبر مستشفيات القدس ووكالة الغوث أبرزها".
وقال رئيس الوزراء: "أحيي كافة العاملات والعاملين في مستشفياتنا الأهلية والخاصة في القدس، وأتوجه من خلالكم بتحية إجلال واعتزاز من أبناء شعبنا المرابطين في القدس حماة الهوية والأرض والوجود الفلسطيني، وأطالب وأحث الجهات العربية والإسلامية والدولية على المزيد من دعم مستشفيات "المطلع والمقاصد والفرنساوي وسان جون والهلال والأميرة بسمة"
التي تعتبر أهم البنى والصروح الإنسانية والوطنية في قلب القدس المحتلة، والتي بها يرتبط تاريخنا وإرثنا القومي والحضاري، وكما قال الرئيس: "عاصمتنا هي القدس وليست في القدس"، ودولتنا لن تقوم إلا على حدود عام 1967، وغزة والأغوار وكافة التجمعات البدوية في قلبها".