رام الله الإخباري
25 يوما من عمليات البحث والتمشيط، نفذها جيش الاحتلال برفقة قوات خاصة مدربة على القيام بمهمات خاصة كالوصول إلى المطاردين الفلسطينيين واعتقالهم أو تصفيتهم، في محاولة للوصول إلى المطارد أشرف وليد نعالوة، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل.
وكان نعالوة قد نفذ عملية إطلاق النار في مستوطنة بركان المقامة على أراضي سلفيت شمال الضفة الغربية، والتي أدت لمقتل اثنين من المستوطنين وإصابة آخر، وتمكن من الانسحاب عقب تنفيذه العملية في السابع من الشهر الجاري.
وتشهد ضاحية شويكة إلى الشمال من مدينة طولكرم شمالي الضفة، وهي مسقط رأس المطارد نعالوة، حالة من التوتر جراء الاقتحامات المتواصلة والمباغتة للمنطقة ضمن سياق عمليات البحث عن المطارد أشرف.
أشرف، ابن ضاحية شويكة التي يزيد عدد سكانها عن الـ13 ألف نسمة بقليل، عرفه أهلها بخلقه وحبه لأهل بلده، حيث تميز بشخصية هادئة بعيدة عن الانفعالات وردود الفعل، كان محبوبا من قبل جيرانه وسكان حارته.
يبلغ أشرف من العمر 23 عاما، حيث أنهى الثانوية العامة حاصلا على معدل جيد جدا، فقد حصل على علامة 86 ودرس في جامعتي خضوري والقدس المفتوحة بطولكرم، لكنه قرر بعدها أن يتجه إلى العمل المهني وأخذ دورة شاملة لتخصص الكهرباء في كلية هشام حجاوي، وأنهاها بامتياز، وفق ما يقوله خاله الأسير المحرر غسان مهداوي في حديثه لصحيفة العربي الجديد اللندنية
ويضيف مهداوي: "كان خبر تنفيذ أشرف لعملية بركان في السادس من الشهر الجاري، مفاجئا لكل من عرف أشرف، وذلك بسبب الهدوء الذي عُرف عنه بين كل من عرفه، فلم يكن من المتوقع أن يقدم أشرف على تنفيذ عملية مثل هذه، بالإضافة إلى أنه لم يكن منتميا لأي فصيل سياسي ولم يكن له أي اهتمام في هذا الجانب، لكنه نفذ العملية واختفى".
يغيب أشرف نعالوة عن عيون الجميع، مثل ما غاب الشهيد أحمد جرار، والذي سماه الناس بالشبح، كونه دوخ الاحتلال في عملية مطاردة استمرت لأكثر من ثلاثة أسابيع، لكن تخبط الاحتلال أصبح واضحا جدا في عمليات البحث عن أشرف في ضاحيته ومحيطها.
ولم تتوقف عمليات الدهم اليومية، لاسيما في ساعات الليل، لضاحية شويكة، وكذلك تزايد عدد المعتقلين أيضا من أقارب وأصدقاء وأهالي الضاحية، فاعتقل الاحتلال وفاء مهداوي، وهي والدة أشرف، وشقيقته فيروز نعالوة، وشقيقه أمجد، ومنذ اللحظة الأولى وهم في تحقيق الجلمة، وتم تمديد اعتقالهم لأيام إضافية جديدة بحجة استكمال التحقيق.
كذلك العشرات من الشبان والأقارب الذين يتم اعتقالهم والتحقيق معهم، بينما تجري قوات الاحتلال تحقيقا ميدانيا في كل اقتحام تنفذه للضاحية، حيث تعرضت عائلة أشرف جميعها للتحقيق الميداني من ثلاث إلى خمس مرات، وذلك قبيل اعتقال أمه وشقيقيه، وفق ما يقوله خاله غسان مهداوي، وهو أيضا ممن تعرضوا للتحقيق الميداني بعد اقتحام منزله أكثر من مرة.
يقول مهداوي: "في أحد الاقتحامات لمنزلي، سألني ضابط في المخابرات: هل أشرف موجود في شويكة؟ وعندما أجبته بعدم معرفتي عن مكان تواجده، سألني عما إذا كان والد أشرف يعرف عن مكان ابنه؟ كذلك أجبته بعدم معرفتي بأية معلومة حول أشرف".
الاقتحامات اليومية، والتي يتخللها اقتحام لعشرات المنازل، من قبل قوات خاصة، برفقة كلاب بوليسية مهمتها تخطي الأثر، لم تستثنِ أحدا من أهالي الضاحية، فغالبية المنازل فُتشت وأصاب أهلها الذعر والخوف خلال عملية الاقتحام لما تستخدمه قوات الاحتلال من أساليب للاقتحام، وإذا ما نبحت الكلاب البوليسية في أحد المنازل، حتى يشرع الجنود بتكسير وتحطيم المحتويات وذلك في إشارة إلى أن أشرف كان متواجدا في هذا المكان.
قوات الاحتلال تهدد عائلة أشرف بشكل يومي
كذلك، يشير مهداوي إلى أن قوات الاحتلال تهدد عائلة أشرف بشكل يومي، بأنها في حال قدمت المساعدة له فإنها سوف تعتقل جميع أفراد العائلة وتهدم البيوت، وكان آخر تهديد وصل إلى شقيقته هنادي التي اقتحم الاحتلال منزل عائلتها فجر اليوم الأربعاء.
ولا يقتصر التهديد على عائلة أشرف وحده، بل إنه يشمل كافة أهالي ضاحية شويكة، إذ تُسلم قوات الاحتلال منشورات ورقية، لكل من تقتحم منزله، تهددهم فيه من تقديم المساعدة المتمثلة بالمأكل والمشرب والمسكن والمواصلات وأية مساعدة أخرى للمطارد أشرف، حيث تتوعد أيا من الأهالي بعقوبات كبيرة إذا ما قدموا له المساعدة.
أخيرا، لا تزال قوات الاحتلال تستخدم كافة أساليبها العسكرية والتكنولوجية بحثا عن مطارد نفذ عملية فدائية قتل فيها مستوطنين وجرح آخر في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وتفوق أشرف على جيش الاحتلال في التخطيط لعمليته، وتفوق أيضا في الانسحاب بسلام من مكان العملية، وها هو الآن يتفوق على جيش الاحتلال في الهروب والتخفي عن الأنظار.
العربي الجديد