حذر محمود الهباش، قاضى قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الدينية والعلاقات الإسلامية، من خطورة استمرار الحفريات الإسرائيلية فى العمل تحت المسجد الأقصى، ما يعرضه للانهيار.
ورفض الهباش فى حواره مع صحيفة الدستور المصرية ما يسمى الربيع العربى واصفًا إياه بـالخريف الإسرائيلى الذى أضر كثيرا بالقضية الفلسطينية.
ما مدى صحة الأنباء حول حقن إسرائيل أساسات المسجد الأقصى بمواد كيماوية لهدمه؟
لا أستطيع أن أنفى أو أؤكد هذا الأمر، لكن هناك مخاوف حقيقية على المسجد الأقصى بسبب أعمال الاحتلال تحته، والحفريات التى تسببت فى تصدعات للمسجد، فهناك شبكة من الأنفاق موجودة تحت المسجد بحجتهم الواهية، وهى البحث عن هيكل أو ما تبقى من هيكل سليمان، والهدف من كل هذه الأعمال تدمير وسقوط المسجد الأقصى،
الأمر الذى لو تحقق سيخلف غضب واستهجان وهجوم العرب والمسلمين وحدوث أزمة كبيرة فى المنطقة. هل تستطيع فعلا قوات الاحتلال هدم المسجد للوصول إلى هيكلهم المزعوم؟بالفعل لو استمرت الحفريات، فهناك خطر حقيقى على الأساسات وأبنية المسجد، المهدد بالانهيار.
كيف تتصدى السلطة الفلسطينية لهذه الأعمال؟
كل الشعب الفلسطينى يتصدى للأعمال العنصرية للاحتلال، ليست فقط المؤسسات أو الهيئات الرسمية، بل هناك تحرك فلسطينى على مختلف المستويات، خاصة فى المحاكم الدولية ومنظمة اليونسكو
وهناك متابعة فلسطينية مستمرة فى اليونسكو بشكل مباشر بهدف حماية التراث الفلسطينى، بالإضافة إلى ذلك هناك تحرك فلسطينى لرفع قضايا فى المحاكم الدولية ضد تجاوزات الاحتلال. ولا بد من تحرك عربى ودولى وإسلامى لمواجهة هذه الانتهاكات، فحماية المقدسات الإسلامية الفلسطينية ليست مسئولية دولة فلسطين فقط، وإنما مسئولية فلسطينية عربية إسلامية مسيحية ودولية.
ونحن نتصدى لاقتحامات المستوطنين باستمرار، وتحديدا بعد سماح ما تسمى المحكمة العليا الإسرائيلية لليهود بإقامة الشعائر الدينية فى باحاته، وبسبب هذا القرار ستصبح الأمور أكثر خطورة، وأؤكد أن الفلسطينيين لن يسمحوا بمرور الأمر مرور الكرام.
ما الدعم الذى تقدمه مصر للقضية الفلسطينية فى الوقت الحالى؟
مصر دائما داعمة ومساندة قوية للقضية الفلسطينية، ومنذ ١٩٤٨ وحتى اليوم تقف بجانب فلسطين، وهى اليوم معنية بملف من أهم الملفات التى تخدم القضية الفلسطينية وهو المصالحة، ونتمنى أن تُكلل جهود مصر فيها وتنتهى قريبا
وتكون نهاية حقيقية للانقسام الذى أضر بالقضية الفلسطينية حتى نتفرغ تماما لقضيتنا الأساسية وهى مواجهة المحتل الإسرائيلى واستعادة أرضنا ومقدساتنا من قبضة الاحتلال، فالانقسام خنجر مسموم فى صدر القضية الفلسطينية، وحرام شرعا.
ما رأيك فيما يجرى بـالخان الأحمر؟
معركة «الخان الأحمر» هى جزء من معركة القدس، فإسرائيل تحاول أن تقسم الضفة الغربية إلى قسمين، خاصة أن «الخان الأحمر» يقع شرق القدس، وهو جزء من الأراضى الفلسطينية، التى احتلت عام ١٩٦٧
وتسعى لهدمه والسيطرة عليه حتى تنجح فى السيطرة على كل المنطقة من شرق القدس وحتى البحر الميت، وبذلك تستطيع تقسيم الضفة، وهذا يعنى إلغاء أى إمكانية لإقامة دولة فلسطينية، ويعنى تفتيت المشروع الوطنى الفلسطينى.
كيف أثرت ثورات الربيع العربى على القضية الفلسطينية؟
برأيى ليس هناك شىء اسمه الربيع العربى فهو كان «خريفًا إسرائيليا أمريكيا» أضر بالأمة العربية ككل، ومزق النسيج القومى والعربى، كما أضر بالقضية الفلسطينية، وشغل الدول العربية بقضاياها الداخلية
لكن مصر نجحت فى قلب المعادلة واستعادة التوازن فى الشرق الأوسط ومواجهة هذا الربيع الإسرائيلى الأمريكى، الذى كان يهدف إلى تقسيم وتمزيق الدول العربية، وهذا لم ينجح بشكل كامل، فهو ألحق الضرر ببعض الدول، لكن سرعان ما ستلتئم مرة أخرى.