رام الله الإخباري
ارتفعت قيمة الليرة التركية إلى أعلى مستوى لها مقابل الدولار خلال ثلاثة أشهر تقريباً، إذ تفاعل المستثمرون مع علامات التحسُّن في التوقعات الاقتصادية والمالية للبلاد، وكذلك في علاقاتها الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.
وحسب صحيفة Financial Times البريطانية، فقد ارتفعت قيمة العملة التركية بنسبة 1.6% إلى 5.5002 ليرة مقابل الدولار، يوم الإثنين 29 أكتوبر/تشرين الأول. وكان آخر تداول لها عند هذا المستوى في 9 أغسطس/آب من العام الجاري.
الليرة التركية هي العملة الوحيدة التي ترتفع مقابل الدولار
والليرة التركية في طريقها إلى أن تكون العملة الوحيدة في أرجاء أوروبا الوسطى والشرقية والشرق الأوسط وإفريقيا، التي ترتفع قيمة تداولها مقابل الدولار الأميركي بنهاية هذا الشهر، وفقاً لبيوتر ماتيس، محلل عملات الأسواق الناشئة في شركة Rabobank الهولندية.
وارتفعت قيمة العملة التركية بنسبة 30% عن مستواها المنخفض في 12 أغسطس/آب، الذي بلغ 7.2149 ليرة تركية. وهي لا تزال منخفضة بنسبة 31% منذ بداية السنة حتى الآن.
وقال ماتيس إن هناك ثلاثة أسباب أدت لارتفاع قيمة الليرة التركية، الذي تواصَلَ لمدة شهرين:
قرار البنك المركزي التركي برفع أسعار الفائدة بمقدار 650 نقطة أساس إلى 24%، في سبتمبر/أيلول.
إذ أعلن البنك المركزي التركي، يوم 13 أغسطس/آب 2018، اتخاذ رزمة إجراءات «من شأنها أن تدعم فاعلية الأسواق المالية، وتخلق مرونة أكبر للجهاز المصرفي في إدارة السيولة».
وقال البنك المركزي إن الإجراءات المتَّخذة ستوفر للنظام المالي والمصرفي في البلاد نحو 10 مليارات ليرة، و6 مليارات دولار، و3 مليارات دولار من الذهب.
وخفض «البنك المركزي» نسب متطلبات احتياطي الليرة التركية بمقدار 250 نقطة أساس، لجميع فترات الاستحقاق دون استثناء، كذلك أعلن البنك عن تخفيض نسب الاحتياطي لمتطلبات الفوركس غير الأساسية، بمقدار 400 نقطة أساس لاستحقاقات عام وحتى ثلاثة أعوام.
الخطة الجديدة لوزير المالية التركي لإعادة التوازن إلى الاقتصاد، التي أقنعت المستثمرين بأن الإدارة كانت تقوم بمحاولة حقيقية لإعادة التوازن إلى الاقتصاد، ومعالجة التضخم المرتفع باستمرار.
تخفيف التوترات بين تركيا والولايات المتحدة بعد السماح للقس الأميركي المعتقل بالعودة إلى الولايات المتحدة، إذ كان السبب الرئيسي وراء الانخفاض الحاد في شهر أغسطس/آب، في قيمة الليرة، هو الخلاف الدبلوماسي بين البلدين.
ومؤشرات إيجابية بالنسبة لمستقبل الليرة التركية
وقال لويس كوستا، الخبير الاستراتيجي في شركة Citigroup، إن الأسواق تستجيب بشكل إيجابي أيضاً «للتوقعات بالمزيد من الاستقرار في الحساب الجاري للبلاد».
وأضاف كوستا: «على الرغم من أننا نشعر بالقلق بشأن تدفقات حساب رأس المال، فإننا نعتقد أن الاتجاه الحالي بشأن سداد التزامات الشركات بالعملات الأجنبية، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني، قد يسمح للمستثمرين بالتركيز بشكل أقل على تدفق رأس المال».
يُقِرُّ كلٌّ من ماتيس وكوستا بأن على المستثمرين أن يستمروا في توخي الحذر إزاء الليرة التركية . وقال ماتيس: «يجب أن نضع في اعتبارنا أن تصاعد اتجاه تجنُّب المخاطر على مستوى العالم قد يحدُّ من نطاق هذا الارتداد».
عربي بوست