جدد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، مساء الجمعة، التأكيد على أنّ واشنطن ستحاسب جميع المسؤولين عن مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وقال بومبيو خلال مقابلة مع إذاعة "سالم" الأمريكية: "الرئيس (دونالد ترامب) قال بوضوح إننا سنحاسب جميع المسؤولين (عن مقتل خاشقجي)، رغم امتلاك الولايات المتحدة علاقات استراتيجية طويلة ومصالح مع السعودية".
وأضاف: "سنقوم بالأمرين في آنٍ واحد، حماية مصالحنا (مع السعودية) ومحاسبة المسؤولين (عن مقتل خاشقجي)".
وفي هذا الشأن، أوضح "بومبيو" أنّ الخارجية الأمريكية "بدأت في إجراء تحقيقات لمحاكمة المسؤولين أو معاقبتهم عن انتهاكات حقوق الإنسان التي وقعت".
ومضى بالقول: "إذا ثبتت المسؤولية، أكدنا أنه لن يكون بإمكان أيا من هؤلاء الأشخاص (المسؤولين عن الواقعة) القدرة على السفر إلى الولايات المتحدة".
وتعليقًا على الموقف السعودي من القضية، أشار "بومبيو" إلى اعتراف النيابة العامة السعودية أمس (الخميس) بأنّ مقتل خاشقجي "كان مع سبق الإصرار".
وتابع: "لا يوجد أخبار كثيرة جديدة حول القضية، نحن مستمرون في معرفة ما حدث لخاشقجي وكيف تم قتله بطريقة مأساوية".
وفي وقت سابق، أعلن ترامب، أنه يدرس فرض عقوبات على السعودية في إطار قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية العلاقات مع المملكة بالنسبة للولايات المتحدة.
كما لفت الرئيس الأمريكي إلى أنه سيترك موضوع تحديد تداعيات مقتل خاشقجي على السعودية، إلى الكونغرس، الذي سيتشاور معه بخصوص هذه القضية.
والسبت الماضي، أقرّت الرياض بعد صمت دام 18 يوما، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول، إثر "شجار"، وأعلنت توقيف 18 سعوديًا للتحقيق معهم على ذمة القضية، فيما لم تكشف عن مكان جثمان خاشقجي.
وقوبلت الرواية تلك بتشكيك واسع من دول غربية ومنظمات دولية، وتناقضت مع روايات سعودية غير رسمية، منها إعلان مسؤول أن "فريقا من 15 سعوديًا، تم إرسالهم للقاء خاشقجي وتخديره وخطفه، قبل أن يقتلوه بالخنق في شجار عندما قاوم".
وعلى خلفية الواقعة، أعفى العاهل السعودي مسؤولين بارزين من مناصبهم، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار بالديوان الملكي، سعود بن عبد الله القحطاني، وقرر تشكيل لجنة برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.
وأمس الخميس، أعلنت النيابة العامة السعودية، في بيان جديد، أنها تلقت "معلومات" من الجانب التركي تشير أن المشتبه بهم في الجريمة أقدموا على فعلتهم "بنية مسبقة"، لافتةً إلى أنها ستواصل تحقيقاتها مع المتهمين على ضوء ما ورد.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أكد الثلاثاء الماضي، وجود "أدلة قوية" لدى أنقرة على أن جريمة خاشقجي، "عملية مدبر لها وليست صدفة"، وأن إلقاء التهمة على عناصر أمنية، "لا يقنعنا نحن، ولا الرأي العام العالمي".