رام الله الإخباري
اقترح نائب مستشار الأمني القومي "الإسرائيلي" السابق تشارلز فريليش على حكومة بنيامين نتنياهو انسحابًا أحادي الجانب من الضفة الغربية المحتلة؛ لإرساء الأساس لحل الدولتين مع الفلسطينيين، ولمنع تكرار الهجمات مثل الهجوم الذي وقع في مستوطنة "بركان".
جاء هذا الاقتراح في كتاب فريليش الجديد بعنوان: (الأمن القومي الإسرائيلي.. إستراتيجية جديدة لعصر التغيير).
وممّا جاء فيه أنه بعد سبعين عامًا من الحروب الدامية التي لا حصر لها، ومع وجود "أعداء" يمتلكون ترسانات صاروخية هائلة، ما زالت "إسرائيل" تفتقر لإستراتيجية رسمية للأمن القومي؛ لأن رؤساء الوزراء يتجنبون ذلك عن قصد، كما قال.
وفي كتابه الجديد، يتعمق فريليش في تحليل التحديات العسكرية والدبلوماسية والديموغرافية والاجتماعية التي تواجهها "إسرائيل" بالإضافة إلى التوصيات الخاصة للتغييرات السياسة، ثم يقدم اقتراحا مفصلا لاستراتيجية طويلة الأمد للأمن القومي الإسرائيلي مع التركيز على التوصية السياسة الأهم التي تطالب "إسرائيل" بإيجاد الطريق للتوصل لاتفاق مع الفلسطينيين ووضع الأساس لحل الدولتين من خلال الانسحاب "الإسرائيلي" أحادي الجانب من الضفة الغربية.
ووفقا للكاتب؛ سيطرت "إسرائيل" على الضفة الغربية لتشكل منطقة عازلة بين الدولة اليهودية والجيوش العربية، لكن بدلا من ذلك ضمّتها "اسرائيل" في واقع الأمر؛ ما قرّب "الإرهاب" من "إسرائيل"، وهو الذي ضرب "إسرائيل" في أوائل تشرين الأول عندما قتل مواطنان "إسرائيليان" بالرصاص على يد فلسطيني يبلغ من العمر 23 عامًا في منطقة بركان الصناعية خارج مستوطنة أرييل بالضفة الغربية.
وفي لقائه مع صحيفة الجيروزاليم بوست؛ قال فريليش "هذا ما يبدو عليه حل الدولة الواحدة. هذا ما سيحدث عندما تجمع بين الجانبين اللذين يكرهان بعضهما. فعلينا إعادة اليهود "الإسرائيليين" إلى "إسرائيل" حتى لا يتجولوا وسط التهديدات من حولهم"، حسب تعبيره.
وأضاف: "هذا ليس بيانًا سياسيًّا؛ بل توصية إستراتيجية وصهيونية. إذا أردنا أن نبقى دولة يهودية وديمقراطية، علينا الانفصال عن الفلسطينيين. ونحن بحاجة إلى وقف بناء المستوطنات والإعلان أن ليس لـ"إسرائيل" مطالب بـ8 أو 10 بالمائة من الضفة الغربية التي بقيت في الجانب الآخر من الجدار الفاصل".
وحتى مع إخراج اليهود من الضفة الغربية بتقديم الحوافز لهم، يشدد فريليش أنه خلافاً للانسحاب الإسرائيلي الأحادي الجانب من غزة عام 2005، سيظل الجيش الإسرائيلي منتشرًا بشكل مؤقت في الضفة الغربية، وتابع أنه لربما حينها سيأتي الفلسطينيون لطاولة المفاوضات؛ لكون ذلك يرسي الأساس لحل الدولتين، على حد تعبيره.
ووفقاً للكاتب، إذا استمرت" إسرائيل" في احتلال الضفة الغربية، فلن تكون دولة يهودية بعد الآن؛ ما يشكل تهديداً وجودياً "نخلقه بأيدينا".
وأضاف أن الظروف لاستئناف مفاوضات السلام لا يمكن أن تكون أسوأ في الوقت الحالي، وأوضح أنه لا يوجد حاليا شريك تفاوضي آخر غير الولايات المتحدة، لكن الإدارة الحالية تعاني من خلل وظيفي جوهري.
وشدد فريليش أن على "الإسرائيليين" "إقناع الفلسطينيين أننا جادّون، وأننا نتخذ بعض التحركات لتحسين الوضع والتوقف عن جعل الأمور أسوأ"، كما قال.
المركز الفلسطيني للاعلام