قدّم رئيس اللجنة الوطنية العليا المسؤولة عن المتابعة مع المحكمة الجنائية الدولية صائب عريقات يوم الخميس بلاغًا رسميًا للمدّعية العامة للمحكمة فاتو بنسودا، طالبها فيه بالإسراع في فتح تحقيق جنائي في الجرائم المتواصلة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة.
وبيّن عريقات في بلاغه أن جرائم الاحتلال المتواصلة تصنّف وفقًا لنظام روما الأساسي باعتبارها "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".
وأورد في بلاغه سردًا تفصيليًا للنشاط الاستيطاني الاستعماري المتواصل في مدينة الخليل المحتلّة، إضافة إلى الاعتداءات المتواصلة والممنهجة من قوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين بحق مواطني الخليل.
وركّز عريقات في رسالته على إعلان سلطات الاحتلال مؤخرًا عن تمويل بناء 31 وحدة استيطانية جديدة في شارع الشهداء التي سبق أن تم الإعلان عنها من المستوطنين في تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح أن المبنى المزمع بناؤه "سيكون أول مبنى استيطاني يقام بشكل كامل منذ عام 1979 في قلب البلدة القديمة".
وأضاف أن "سلطات الاحتلال خصصت تلك الأموال بشكل رسمي لدعم الاستيطان، أي ما مجموعه 6 ملايين دولار أمريكي، وتمويل التوسع الاستيطاني الاستعماري مما يشكل سابقة خطيرة للغاية."
وأشار الى خطورة هذا التوسع الاستيطاني، المتمثلة في "إغلاق المنطقة بشكل أكبر، وفصل الأجزاء الشمالية عن الجنوبية في البلدة القديمة، وارتفاع أعداد المستوطنين بنسبة 20 في المائة، إضافة لنصب المزيد من الحواجز العسكرية، والقيام بالمزيد من الاعتداءات بحق الفلسطينيين، ومنع العودة إلى بروتوكول الخليل لعام 1997".
وشدّد عريقات في بلاغه على أن هذا الاستيطان غير الشرعي هو بمثابة انتهاك لقدسية مدينة الخليل؛ باعتبارها موقعًا للتراث العالمي وفقًا لتصنيف منظمة "اليونسكو".
وطالب المدّعية العامة باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل الإسراع في فتح التحقيق الجنائي وتقديم مجرمي الحرب إلى العدالة.
وختم بلاغه قائلًا إنه "يتعين على مكتبكم اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تحديد ما إذا كانت الجرائم التي تقع في نطاق الاختصاص القضائي للمحكمة الجنائية الدولية ارتكبت من اسرائيل وهذا يتطلب اهتمامًا فوريًا من جانبكم".