أصاب الحزن قلب الطفل جاد السمودي، بعد أن خسر "نادي جنين" بهدف لهدفين أمام ضيفه نادي العبيدية القادم من بيت لحم، في اللقاء الذي جرى على ملعب الجامعة العربية الأمريكية في الأسبوع الرابع من دوري الدرجة الأولى "الاحتراف الجزئي".
جاد غادر مدرجات الملعب برفقة والده غاضباً، وقرر أن يتوقف عن متابعة فريقه المفضل، ليس لأنه خسر في تلك المباراة، بل لأن "نادي جنين" ابتعد عن المراكز الأولى في جدول الترتيب بعد سلسلة نتائج مخيبة.
القرار الذي اتخذه طفل في الثانية عشرة من العمر أحدث حالة من الإرباك في النادي، فقرر إيفاد مجموعة من اللاعبين والهيئة الإدارية لمنزل ذوي جاد في مدينة جنين، للاطمئنان أولاً على جاد واسترضائه بعد الهزيمة.
الوفد أيضاً قدّم للطفل جاد السمودي هدية رمزية، وهي عبارة عن الزي الرسمي للفريق، عل ذلك يحفزه للعودة مرة أخرى إلى المدرجات لمؤازرة الفريق في مبارياته القادمة، فهو ليس كأي مشجع آخر.
جاد السمودي، لم ينقطع منذ كان في السابعة من العمر عن دعم ناديه من المدرجات وبين الجماهير، وهو أيضاً يواظب على مرافقة والده مراد إلى حيث يحل الفريق ضيفاً في المباريات التي تقام على ملاعب خارج محافظة جنين، رغم أنه مصاب بشلل الأطفال منذ الولادة.
عِشْق كرة القدم بدأ مبكرا في حياة جاد، وكغيره من أبناء جيله كان يحلم بممارسة كرة القدم ليصبح لاعبا محترفاً، لكن لم يكن له ذلك بسبب ظروفه الصحية، إلا أن ذلك لم يقلل من عزمه وإصراره على متابعة الرياضة من خلال تشجيع فريقه.
"نادي جنين" الذي تتجاوز نشاطاته الألعاب الرياضية، لتمثل جوانب كشفية وثقافة واجتماعية، أشار إلى أن الزيارة التي قام بها إلى منزل جاد السمودي أحد أصغر مشجعيه؛ تأتي في إطار النشاط المعهود للنادي للتفاعل مع المجتمع المحلي، وتأكيد التواصل ما بين أركان النادي والمجتمع المحلي بكل فئاته.
مباراة نادي جنين القادمة ستجمعه مع شقيقه وجاره نادي طوباس، على ملعب الجامعة العربية الأمريكية، في الأسبوع السابع لدوري الاحتراف الجزئي، وستكون فرصة له للعودة إلى سكة الانتصارات، وإعادة الأمل للطفل جاد كما وعده وفد النادي خلال زيارته له.