خبير اسرائيلي : عملية سلفيت وضعت اجهزة الامن امام صعوبات

عملية بركان

قال المراسل العسكري الإسرائيلي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إليشع بن كيمون، إن "عملية سلفيت تركت خلفها إشكاليات، تضع صعوبات أمام أجهزة الأمن الإسرائيلية، بحيث ستضطر من الآن فصاعدا لإجراء فحوصات أمنية دقيقة تجاه العمال الفلسطينيين، البالغ عددهم ثلاثة آلاف عامل في المناطق الصناعية المشتركة بالضفة الغربية، ومنها: بركان، كريات أربع، بنيامين، غوش عتصيون".


وأضاف في تقرير له  أنه "تبين أن منفذ العملية دخل المنطقة الصناعية ببندقيته دون أن ينتبه إليه أحد، ناقلا عن أحد ضباط الأمن عن المستوطنات الإسرائيلية قوله إن الأيام القادمة ستشهد المزيد من الإجراءات الأمنية والفحص الإضافي والحواجز الميدانية، لكن الفلسطينيين في النهاية سيأتون للعمل".


وأوضح أن "هذه الاحتياطات الأمنية الجديدة ستعمل على الحد من حرية الحركة، وتشمل إعاقة الوصول لأماكن عملهم في الأوقات المحددة، وقد تتسبب بإشاعة أجواء التوتر بين العمال الفلسطينيين".


وأشار إلى أن "المشكلة التي تواجه أجهزة الأمن الإسرائيلية أن العامل الفلسطيني لا يجتاز الخط الأخضر للعمل داخل إسرائيل، وإنما يبقى داخل الضفة الغربية، في ظل الفروقات الهائلة في إجراءات الأمن بين دخول إسرائيل والعمل داخل مستوطنات الضفة، وهذا ليس سرا".

وتساءل "هل يتخيل أحد أن تتمكن أجهزة الأمن الإسرائيلية خلال ساعة واحدة في الصباح، من فحص وتفتيش ثلاثة آلاف عامل عبر البوابات الإلكترونية، كيف يمكن القيام بذلك في هذه السرعة؟".


وأكد أنه "في حين أن المنظومات الأمنية السائدة في إسرائيل تستطيع فور إدخال البطاقة الممغنطة للعامل الفلسطيني أن تقدم عنه سيرة ذاتية كاملة لضابط الأمن المقابل له، حتى أفراد عائلته الذين نفذوا هجمات ضد إسرائيل يكشفهم الجهاز، وهذا لا يتوفر في بوابات مستوطنات الضفة الغربية".


وأوضح أن "العادة في المناطق الصناعية الإسرائيلية جرت أن يدخل عامل فلسطيني وحده، وليس بصورة جماعية، وبعض المناطق يستطيع الفلسطينيون أن يدخلوها بمركباتهم الشخصية، ما يضطر الجيش لوضع حواجز أمنية أمام مداخل المستوطنات، بعضها عالية مشرفة عليها، والجنود موجودون فيها طيلة الوقت".


وختم بالقول إن "هناك أسئلة عديدة مطروحة حول العملية ما زالت بدون إجابة، كيف نجح المنفذ بدخول المستوطنة بسلاحه الشخصي، وكيف صعد للطابق الثاني، ونفذ عمليته دون أن يشعر به أحد؟".

من جهته، قال الخبير العسكري بموقع ويللا الإخباري، أمير بوخبوط، إن "التحقيقات الأمنية متواصلة حول العملية، لكن التقديرات تشير إلى أن المنفذ قام بها بصورة انفرادية، دون تلقي مساعدة من أي منظمة فلسطينية، في الوقت الذي يواصل فيه الجيش إجراءاته الأمنية وتفتيشاته واعتقالاته في محاولة للوصول إليه".

وأضاف في مقال  أن "القناعة السائدة في صفوف الجيش والأجهزة الأمنية أنها تعمل في سباق مع الزمن، لأن منفذ العملية الطليق يحمل بندقية، وواضح أن لديه قدرة جيدة على استخدامها، ما قد يعني أن ينفذ هجوما جديدا، ويجعله قنبلة متكتكة".

وأوضح أن "المنفذ ترك خلفه وصية، وتعني أنه لن يسلم نفسه، وقد ينوي تنفيذ عملية هجومية واسعة، أو على الأقل يقاتل حتى النهاية، وكتب فيها أن دافعه لتنفيذ الهجوم هو الوضع الصعب للشعب الفلسطيني، وفي حسابيه على فيسبوك عثر فيها على نصوص دينية من القرآن، وصور لزياراته للمسجد الأقصى، دون أن تدل على نواياه بتنفيذ عملية مسلحة".