على ضوء تسلسل الاحداث المتسارع عقب اسقاط الطائرة الروسية بصاروخ روسي عن طريق الخطأ، واعلان موسكو نيتها تزويد دمشق بمنظومة صواريخ الدفاع الجوي من طراز إس 300، تحاول اسرائيل جاهدة احباط هذه الصفقة بشتى الوسائل.
فقد قالت مصادر عبرية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو سيكرس تواجده في نيويورك لهذا الحدث وانه سيحاول اقناع الرئيس الامريكي دونالد ترامب بالتدخل لدى الروس من اجل ثنيهم عن تزويد سوريا بهذه المنظومة الصاروخية.
وقالت القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي، أمس الثلاثاء، إن نتنياهو سيعمل على إقناع ترامب بتقديم مبادرة دبلوماسية تجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقابل تراجع بوتين عن قراره تسليم منظومة إس-300 للجيش السوري.
ولم تذكر القناة الثانية طبيعة هذه المبادرة، لكنها أشارت إلى أن نتنياهو يسعى للعودة من نيويورك وقد حصل على ضمان حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية.
في السياق ذاته، نقلت القناة العاشرة العبرية عن مسؤول إسرائيلي وصفه الوضع المتوتر مع روسيا بأنه "أزمة خطيرة". ولم تشر القناة إلى اسم أو منصب المسؤول الإسرائيلي، لكنها قالت إن يتوقع أن يطول أمد الأزمة مع موسكو، مشيرة إلى أن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية الكابينيت ناقش بحضور نتنياهو أمس الثلاثاء ولمدة ثلاث ساعات الأزمة مع روسيا.
وخلص الاجتماع والتقديرات الأمنية والاستخبارية إلى عدم قدرة إسرائيل على معرفة الى أي حد ستذهب روسيا في الأزمة مع إسرائيل. وأبلغ نتنياهو الكابينيت أنه سيطلب من ترامب التدخل في الأزمة، لكن القناة أشارت إلى أن الرئيس الأميركي لم يذكر الأزمة في خطابه أمام الجمعية العامة أمس. ولا تعلم إسرائيل أن كان ترامب ينوي التدخل أصلا فيها، وإن كان يريد ذلك فلا تعلم إلى أي مدى سيكون تدخله.
"هذه الصواريخ ستدفع اسرائيل الى التفكير"
وعلى الجانب المقابل، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الثلاثاء إن صواريخ إس-300 التي ستسلمها موسكو إلى دمشق ستجبر إسرائيل على القيام بـ"حسابات دقيقة" قبل شنها ضربات جديدة ضد بلاده.
وقال المقداد للصحافيين على هامش مشاركته في في حفل استقبال في السفارة الصينية في دمشق "نحن نرحب بهذا الدعم وهو دعم دفاعي لسوريا".
وأضاف المقداد، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) في مقطع فيديو، "أعتقد أن إسرائيل التي تعودت على أن تقوم بالكثير من الاعتداءات تحت ذرائع مختلفة ستقوم بحسابات دقيقة إذا فكرت بأن تعتدي مجدداً على سوريا". وقال إن "الصواريخ لن تذهب الى أي مكان إلا إذا هوجمت فليجرب الاسرائيليون، نحن سندافع عن أنفسنا كما فعلنا دائماً".
وحذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو روسيا من أن "نقل أنظمة أسلحة متطورة إلى أيدِ غير مسؤولة سيزيد من الأخطار في المنطقة". وأضاف أن إسرائيل "ستواصل الدفاع عن أمنها ومصالحها".
وتتولى القوات الروسية حالياً تشغيل صواريخ إس-300 المنتشرة قرب قاعدتها البحرية في طرطوس، وصواريخ إس-400 الاكثر تطوراً المنتشرة في محيط قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية.
وبدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا في أيلول/سبتمبر العام 2015، وساهمت منذ ذلك الحين بتغيير المعادلة على الأرض لصالح القوات الحكومية التي حققت انتصارات متتالية على حساب الفصائل المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية على حد سواء. وباتت تسيطر على أكثر من ثلثي مساحة البلاد.