والدة محمد الريماوي تكشف جريمة استشهاد ابنها داخل غرفته برام الله

الشهيد محمد الريماوي

رام الله الإخباري

"شو بدكم مني" آخر كلمات الشهيد محمد الريماوي، صارخا بوجه جنود الاحتلال الذين انهالوا عليه بالضرب الوحشي، داخل غرفته بعد ان اقتحموها وفجروا بابها، في قرية بيت ريما شمال غرب رام الله.

"سمعت صراخه، فهرعت نحو غرفته التي لها مدخل منفصل عن باقي منزلنا، لأجد جنود الاحتلال يضربون رأسه بالحائط، ويسقط بعدها مغشيا عليه، بينما راح جسده ينتفض بسرعة، كأنما روحه تفارق جسده، وحوله يتجمع عدد كبير من الجنود" تقول شقيقة الشهيد خالدة الريماوي.

وما ان حضر والدا الشهيد الى مسرح الجريمة التي امتدت لعشر دقائق من الضرب الوحشي، حتى وجدا اصغر ابنائهما محمد جثة هامدة، والجنود يحيطونه، وبدأت والدته تصرخ بالقتلة: "ماذا فعلتم به، لماذا لا يتحرك محمد"، ولدى محاولتها شق طريقها نحو ابنها، أشهر جنود الاحتلال السلاح في وجهها طالبين منها الابتعاد وإحضار بطاقة اثبات شخصية الشهيد.

الضابط الذي تجرد من انسانيته، رفض ان تلبس الام جسد ابنها المطروح، أي ملابس، فسارع لأخذها منها تحت تهديد السلاح، واخرجها من الغرفة، ليتمكنوا من اخراجه مكبلا حتى وهو مغشي عليه، او مفارق للحياة، وساروا به نحو الآليات العسكرية، ليبلغوا عائلته بعد ذلك بنبأ استشهاده.

محمد الذي كان يعمل حدادا فيما سبق، وعاطلا عن العمل لحظة استشهاده، يجد الداخل لغرفته، وإلى جانب سريره أكياسا كبيرة تحوي قطعا من الخردة، عكف قبل أشهر على جمعها ليبيعها للتجار المتجولين الذين يشترون المعادن، حتى يعتاش مما يجنيه من ثمنها.

وفي الغرفة يشرع عطا صديق محمد بفتح الأكياس، وعرض ما بداخلها لعدسات المصورين، وهو يروي كيف كان الشهيد يترك منزله صباحا ولا يعود إليه إلا في ساعات المساء، بعد جمع كميات كبيرة من القطع المعدنية وتفكيكها وبيعها، لتأمين لقمة العيش، له ولأسرته.

وكان محمد قد طلب من صديقه عطا مساعدته في استكمال، بناء شقته التي كان قد شرع في بنائها وهو يعمل قبل ان يصبح عاطلا عن العمل، بغرض اتمامها قبل الزواج من إحدى الفتيات، التي أسرّ لشقيقته خالدة عن إعجابه بها.

عجّت غرفته بأقاربه وأصدقائه ومحبيه، الذين راحوا يتفحصون مقتنياته الخاصة، وبعد مضي دقائق شقت والدته المتشحة بالسواد طريقها نحو سريره، تتحسس وسادته وملابسه التي كان يرتديها قبل استشهاده.

اطبق الصمت ثقيلا على الغرفة، ما خلا شهقات الأم ونحيبها، التي حاول الشبان تهدئتها والتخفيف عنها دون جدوى.تؤكد الأم أن ابنها لم يكن يعاني من أية أمراض، باستثناء إصابة برصاصة في قدمه تعرض لها قبل عام، خلال مواجهات في قرية النبي صالح المجاورة، مضيفة "لا يحاولوا تلفيق تهم المرض إليه، محمد ليس مريضا، لقد قتلوه".

وفا