رام الله الإخباري
ردت المحكمة العليا الإسرائيلية، هذا الأسبوع، الالتماس الذي قدمته منظمة حقوقية طالبت بمحاكمة جنود من جيش الاحتلال الذين أطلقوا قنابل الغاز المسيل للدموع وتسببوا باستشهاد الناشط باسم إبراهيم أبو رحمة (31 عاما)، بالعام 2009 خلال فعاليات للمقاومة الشعبية للتصدي لأعمال بناء الجدار العنصري في بلعين.
بالإضافة إلى رد الالتماس، انتقد ثلاثة من قضاة المحكمة العليا وهم: عوفر غروسكوفف ، عوزي فوغلمان وجورج قرا نهج وسلوك جيش الاحتلال، بما في ذلك حقيقة أن شهادات الجنود جمعت في وقت متأخر بعد الحادث، الأمر الذي مس وأضر بسير التحقيقات والكشف عن الحقيقة وبامتناع شهود عن تقديم إفاداتهم، كما أن جدول اتخاذ القرار في القضية أفقد الملف جوهره.
وذكرت صحيفة "هآرتس"، أن التحقيق والمداولات بالمحكمة في الظروف المحيطة بمقتل أبو رحمة الذي تم توثيق قصته في فيلم "خمسة كاميرات مكسورة"، استمرت لمدة تسع سنوات، حيث نشطت والدته صبحية بالتعاون مع الجمعية الحقوقية "ييش دين" من أجل التحقيق بعمق في حادث وملابسات استشهاد أبو رحمة.
وأوضحت الصحيفة أنه بعد ثلاث سنوات، أعلن النائب العام العسكري، في حينه، داني عفرني، إغلاق التحقيق في ملف استشهاد أبو رحمة، الذي قتله الجيش خلال مسيرة سلمية عام 2009 في قرية بلعين، بحجة "عدم كفاية الأدلة القدر الذي تطلبه الإجراءات الجنائية لاتخاذ إجراءات قانونية ضد أي من الجنود المتورطين في الحادث".
كما رفض المدعي العام طعنان ضد قرار إغلاق القضية، بينما تم في بداية آذار/مارس 2107 قبول الاستئناف الثالث الذي قدم إلى المدعي العام شاي نيتسان، حيث تم إبلاغ مكتب المدعي العام العسكري بأن ملف التحقيق الأصلي لم يكن موجودا وأن بعض الأدلة، بما في ذلك الوثائق المرئية للحادث، لا يمكن إعادة بنائها. وعليه تم تقديم التماسا للمحكمة العليا.
ويتضح من مواد التحقيق أنه جرى خلال الحادثة إطلاق مكثف للنيران بتصويب مباشر، وجرى حتى استخدام قنابل غازية ذات مدى موسع، رغم أن نطاقات الأمن حظرت مثل هذا الأمر وفقا للوضع العيني الخاص بمظاهرات بلعين.
كما زعم الجنود أثناء التحقيق معهم أنهم لم يدربوا ولم يتلقوا الإرشادات حول استخدام القنابل الغازية ذات المدى الموسع، ولم يتلقوا أي أوامر تتعلق بكيفية التعامل مع هذه الذخيرة الفتاكة في إطار مواجهة المظاهرات المدنية.
وقالت منظمتا "بتسليم" و "ييش دين" الاسرائيليتان، إن هناك ثلاثة مقاطع وثقت مقتل أبو رحمة، وأنها ستواصل كفاحها حتى جلب الجناة إلى العدالة.
وقرر الاحتلال التحقيق في وفاة أبو رحمة في 2010 بعد أن خلص فريق دولي من الخبراء إلى أن الجيش أطلق القنبلة المسيلة للدموع في انتهاك للقوانين المتعلقة بهذه الأسلحة.
ويمكن لهذه القنبلة المصممة لتفريق المتظاهرين إن تتسبب بالقتل إذا أطلقت على الأشخاص.
وكان الشهيد أبو رحمة أحد أبرز نشطاء الاحتجاجات السلمية التي شهدتها قرية بلعين، وكان حاضرا دائما في مختلف الفعاليات والمسيرات التي حولت القرية الى عنوان للمقاومة الشعبية السلمية ضد الاستيطان والاحتلال.
واستشهد الشاب أبو رحمة خلال مشاركته في مسيرة بلعين الأسبوعية السلمية، جراء إصابته بقنبلة غاز من النوع الثقيل والسريع، حيث أصيب بها في صدره مما أدى إلى استشهاده على الفور بينما كان يقف في الطرف الآخر من الجدار جهة القرية، كما ذكر في حينه.
وذكر في ذلك الوقت أن أبو رحمة الذي كان يقف في الطرف الأخر من الجدار جهة القرية، كان يصرخ على الجنود أننا في مسيرة سلمية ويدعوهم لعدم إطلاق النار.
عرب 48