وجه وزير الدفاع الجزائري السابق اللواء خالد نزار، الاتهام للرئيس العراقي السابق صدام حسين، بالوقوف وراء مقتل وزير الخارجية الجزائري الأسبق محمد الصديق بن يحيى، و13 جزائريا آخرين
ضمن وفد لعب دور الوسيط في حادثة تفجير طائرتهم في الثالث من مايو/أيار 1982، فيما أشار إلى أن الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد تستر على القضية.
وضم الجزء الثاني من مذكرات وزير الدفاع الأسبق (1990 — 1993)، الذي سيصدر الشهر المقبل، شهادة مثيرة تخص واحدة من أخطر الجرائم في تاريخ الجزائر السياسي الحديث، التي تتمثل في مقتل وزير الخارجية محمد الصديق بن يحيى، وثمانية من كوادر الوزارة وصحافي، والأعضاء الأربعة الذين كانوا يشكلون طاقم الطائرة الرئاسية غرومان غولفستريم، وذلك في تفجير استهدف الطائرة أثناء عبورها الأجواء بين العراق وتركيا، قبل أكثر من 36 عاما. وفقا لـ "السومرية نيوز".
وتوجه الوفد الجزائري، بقيادة بن يحيى في تلك الفترة، لقيادة وساطة بالشرق الأوسط لوقف الحرب المدمرة، بين العراق وإيران.
ونشر الموقع الإلكتروني الجزائر الوطنية، الذي يملكه ويديره نجل نزار، مقاطع من مذكراته، وركز بشكل لافت على دور صدام حسين في تصفية بن يحيى لأنه كان يرفض أن يؤدي عربي دور الحكم في نزاع بين عربي وغير عربي.
وجاء في شهادة نزار أن "لجنة التحقيق الفنية التي تنقلت إلى المنطقة، حيث حطام الطائرة، التي كان يرأسها وزير النقل صالح قوجيل، عثرت على بقايا صاروخ جو — جو استخدم في ضرب الطائرة، وهذا الصاروخ من ضمن طلبية سلاح روسي تسلمها العراق، وتملك الجزائر الرقم التسلسلي لهذا الصاروخ بالتحديد".
وأضاف نزار أن خبراء بالطيران الجزائري "تمكنوا من تحديد المواصفات الفنية للصاروخ"، الذي ينتمي للقوات الجوية العراقية، بحسب الضابط العسكري السابق، الذي كان وقت الحادثة قائدا للقوات البرية، ورقما فاعلا في نظام الحكم.
وقال نزار، في محاولة إسناد اتهاماته، إن "الوساطة الجزائرية، التي كان يقودها بن يحيى لوقف الحرب بين العراق وإيران (1980 — 1988)، كانت تتوفر على كل شروط النجاح في مهمتها، وقد قادتها الجزائر بيد من حديد
غير أن صدام لم يقبل أبدا أن يؤدي عربي دور الحكم بين عربي وغير عربي. فبالنسبة إليه، فعدو بلد عربي هو بالضرورة عدو لكل العرب، والجزائريون بالنسبة لصدام جاءوا ليتدخلوا في شأن لا يخصهم".
ويتناول جزء من هذه الشهادة أسباب رفض الجيش الجزائري إنقاذ صدام عندما تورط بغزو العراق في صيف 1990. وقال نزار بهذا الخصوص إن الجزائر "لم تكن تشعر يومها بأنها معنية بالمشاكل التي اختلقها صدام، رغم مشاعر التعاطف التي أبداها الشعب الجزائري حيال العراق في تلك الحرب".
وهذه المرة الأولى التي يذكر فيها مسؤول جزائري كبير وقت حادثة تفجير الطائرة، أن دولة ورئيساً يتحملان مسؤولية مقتل بن يحيى (50 سنة).
وظلت هذه الجريمة من أسرار الدولة خلال فترة حكم الشاذلي (1979 — 1992)، وأيضا خلال الفترات القصيرة لرئاسة محمد بوضياف، وعلي كافي، واليامين زروال، وحتى خلال فترة الرئيس الحالي عبد العزيز بوتفليقة.