يمكن للأعاصير أن تزهق أرواح الآلاف وتسبب خسائر بمليارات الدولارات، وما زلنا لا نعرف عنها الكثير، كما يصعب التنبؤ بمساراتها. ومع ذلك يأمل علماء الأرصاد الجوية من وراء إطلاق وكالة الفضاء الأوروبية قمرا صناعيا مؤخرا سبر أغوار هذه القوة الطبيعية.
وستطلق هذه الآلة المتطورة شعاع ليزر عبر الفضاء لتعقب حركة الجسيمات من خلال الغلاف الجوي للأرض، وبعبارة أخرى ستتعقب حركة الرياح.
والأعاصير هي عواصف حلزونية من الرياح والسحب المتراكمة فوق المياه الدافئة في المحيط الأطلسي وشرق المحيط الهادي. وعندما يرتفع الهواء الدافئ من قرب سطح المحيط، فإنه يترك المناطق ذات الضغط المنخفض أسفل.
ويتدفق هواء الضغط العالي في هذه المناطق قبل أن ينمو ويرتفع. وفي نهاية المطاف يبرد هذا الهواء الدافئ الرطب ويشكل الغيوم.
والماء المتبخر من سطح المحيط يغذي عمودا عاصفا متزايدا من الرياح والغيوم يتحرك بعنف في حركة دائرية متزايدة مثل قمة دوارة. وعندما تصل سرعة الرياح إلى 74 ميلا في الساعة تتشكل عاصفة استوائية تسمى إعصارا.
وأشارت مجلة نيوزويك إلى أنه مع ارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية أصبحت الأعاصير أكثر حدة، ومع استمرار هذا التوجه تزداد أهمية فهم هذه الأعاصير العنيفة مع مرور كل عام.
ولهذا تستخدم وكالات مثل وكالة إدارة الطوارئ الفدرالية التنبؤات الجوية لتحديد كيفية توزيع الموارد والإمدادات والموظفين قبل الإعصار. وتعد التنبؤات حاسمة بالنسبة للسلطات المحلية لتنظيم عمليات الإخلاء والملاجئ وإغلاق المدارس، لكن هذه البيانات بعيدة عن الكمال.
ولسد بعض هذه الثغرات أطلقت وكالة الفضاء الأوروبية القمر الصناعي أيولوس يوم 22 أغسطس الماضي. وإذا نجحت فإن هذه الأداة التجريبية، التي سميت تيمنا بحارس الرياح في الأساطير اليونانية القديمة، فسوف ترسم صورة للرياح التي قد تضيع سدى من دون خرائط.
ومن المفترض أن يكون الليزر قادرا على التقاط المقطع العرضي للإعصار، أي صورة رأسية لتدفقات الرياح الحلزونية التي تعتبر نماذج عددية حاسمة لبناء صورة دقيقة للعمليات التي تحرك الطقس. ويبلغ العمر الاسمي لأيولوس ثلاث سنوات ونصف السنة فقط.
ومن المتوقع أيضا أن تشهد التنبؤات اليومية، وكذلك فهمنا للعواصف والأعاصير، تحسنا ملحوظا بمجرد تمركز أيولوس وتشغيله. وستساعد النظرة العالمية علماء الأرصاد الجوية على تتبع النشاط في المناطق المدارية والمحيط الأطلسي الذي سيؤثر على الطقس في أوروبا بعد أيام.