اسرائيل : لواء المظليين في الجيش أصبح جاهزا للحرب المقبلة

لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي

قالت صحيفة معاريف الاسرائيلية ان لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي بات جاهزاً للحرب المقبلة وذلك عقب انتهاء مناورة كبيرة بالقرب من الحدود الشمالية.

ووفقا للصحيفة فإن جاهزية لواء المظليين للحرب المقبلة يدلل على الاستعدادات الاسرائيلية لمواجهة أي تبعات لانفجار المواجهة مع تنظيم حزب الله اللبناني.

وأعلنت مصادر عسكرية لوسائل إعلام عبرية، أن المناورة هدفت إلى تحسين قدرة لواء المظليين، الذي يعد أهم ألوية الصفوة في سلاح المشاة الإسرائيلي، على التدرب على آليات مواجهة "حزب الله" في الحرب القادمة.

وذكرت الصحيفة أن كتائب لواء المظليين تدربت على تنفيذ عمليات باستخدام قوة نيران دقيقة، بإسناد جوي من طائرات ومروحيات عسكرية، وبمشاركة سلاحي المدفعية والمدرعات.

كما أشارت الصحيفة إلى أن قوات المظليين تدربت على طرق قتال لم يتم الكشف عن طابعها، والتعاون مع القوات الجوية على تنفيذ المهام الموكلة إليها.

وأضافت أن المناورة جاءت في إطار مناورات تدريبية نفذها لواء المظليين هذا الصيف، وامتدت على مدى 17 أسبوعا، وتضمنت تدريبات خاصة بالمستويات القيادية في اللواء، وتدريبات خاضتها كتائبه.

وعلى الرغم من أن كلا من المصادر العسكرية ووسائل الإعلام الإسرائيلية لم تشر إلى الأسباب التي دفعت قيادة جيش الاحتلال لتوجيه لواء المظليين تحديداً لإجراء هذه المناورة الكبيرة والتدرب على مواجهة "حزب الله"، إلا أن هذا التطور يمثل استخلاصا للعبر من حرب لبنان الثانية، التي خاضتها إسرائيل صيف 2006.

وقد اعتبرت محافل التقدير الاستراتيجي في تل أبيب أن جيش الاحتلال كان يتوجب عليه أن يعمل بكثافة خلف خطوط "حزب الله"، عبر عمليات إنزال ينفذها سلاح المظليين تحديدا، إلى جانب مشاركة كل من "شيلداغ"، الوحدة الخاصة لسلاح المظليين، و"القوة 13"، الوحدة الخاصة لسلاح البحرية.

وبحسب التقديرات الإسرائيلية، فإن "لواء المظليين يجب أن يلعب الدور الرئيس في تحسين قدرة إسرائيل على تحقيق أهدافها من أية عملية برية ضد (حزب الله) في الحرب القادمة، من خلال ضرب أهداف مهمة، على الصعيدين البشري والصاروخي واللوجستي في العمق اللبناني".

في الوقت ذاته، فإن لواء المظليين يفترض أن يقوم بعمليات "خنجرية" في العمق اللبناني أثناء الحرب القادمة، بهدف الوصول إلى ترسانة الصواريخ التابعة لـ"حزب الله"، والتي يتعذر ضربها بواسطة سلاح الجو، وذلك بناء على معلومات استخبارية دقيقة.

ونظرا لأن لواء المظليين يتفوق من حيث حجم القوى البشرية بشكل كبير على كل من وحدتي "شيلداغ" و"القوة 13"، فمن المرجح أن يتولى بشكل خاص القيام بمعظم الجهد الحربي في عمق الأراضي اللبنانية.

ويفترض أن تعمل "القوة 13" ضد أهداف تابعة للحزب قريبة من الساحل، في الوقت الذي تعمل وحدة "شيلداغ" ضد أهداف في مناطق أكثر عمقا داخل لبنان.

إلى ذلك، ترمي مشاركة القوات الجوية وسلاحي المدرعات والمدفعية في المناورة التي خصصت بشكل أساس للمظليين إلى التدرب على تقليص فرص تعرض قادة وعناصر اللواء لأذى بواسطة "النيران الصديقة"، على اعتبار أن هناك احتمالا أن تصيب نيران المدفعية والمدرعات الإسرائيلية، التي تعمل إلى الجنوب من المناطق التي يوجد فيها "حزب الله"، قوات المظليين التي سيتم إنزالها خلف خطوط الحزب.

ويذكر أن هناك إجماعا بين محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل على أن العمق المدني والجبهة الداخلية الإسرائيلية سيتعرضان لأضرار هائلة بفعل الهجمات الصاروخية التي سينفذها "حزب الله" خلال الحرب القادمة.

وأشارت إلى أن المعضلة التي تمثلها ترسانة "حزب الله" الصاروخية هو أنه إلى جانب امتلاكه أكثر من 100 ألف صاروخ، فإن الكثير منها تتمتع بدقة إصابة متناهية، وهو ما يمكّنه من المس بأهداف بالغة الحساسية والأهمية في إسرائيل، إلى جانب أن عدداً من هذه الصواريخ تمتاز بأنها ذات رؤوس تفجيرية يصل وزنها إلى طن، ما يجعل قدراتها التدميرية كبيرة جدا.

ويُلاحَظ في الفترة الأخيرة أنّ إسرائيل تُركّز كثيرًا على ما يجري في الجبهة الشماليّة، وتُسلّط الضوء على المُواجهة القادِمة مع حزب الله، التي باتت معروفةً إعلاميًا بـحرب لبنان الثالثة، أوْ الحرب الأولى في الشمال، لأنّ صنّاع القرار في تل أبيب يأخذون على محملٍ من الجّد مكانيّة تدّخل كلٍّ من إيران وسوريّة في المُواجهة العسكريّة المُقبلة.