فجر الصحافي الاستقصائي الأميركي الشهير، بوب وودوارد، ضجة كبيرة أمس الثلاثاء في الولايات المتحدة حول كتابه الجديد الذي يعتزم إصداره في 11 أيلول/سبتمبر المقبل، بعد أن سرب للصحافة بعض المقتطفات منه، مما دفع البيت الأبيض إلى إصدار بيان مُستجعل فند من خلاله ما جاء في الكتاب.
ويُصدر وودوارد الذي اشتهر بكشفه لأكبر فضيحة أميركية سياسية عام 1968 التي اشتهرت باسم "ووترغيت"، كتابا جديدا بعنوان "الخوف: ترامب داخل البيت الأبيض" يصف من خلاله اضطراب وفوضوية الرئيس الأميركي، دونالد ترماب، استنادا على مصادر داخل البيت الأبيض.
وكُشفت مواضيع الكتاب في القناة الأميركية "سي إن إن" والصحيفة الأميركية "واشنطن بوست" بعد أن حصلتا على نسخ من الكتاب، ونشرتا أهم النقاط التي تناولها.
وبحسب المصدرين، فإن وودوارد الذي يُعتبر صحافيا قديرا في الأوساط الأميركية، ادعى في كتابه أن ترامب أبلغ وزير الدفاع، جيمس ماتيس، عقب الهجوم الكيماوي الذي نفذه النظام السوري بقيادة بشار الأسد، العام الماضي، على خان شيخون، عن أنه يُريد اغتيال الأسد، وقد قال لماتيس "دعنا نقتله، هيا بنا".
واستخدمت قوات النظام السوري الأسلحة الكيماوية بالمجزرة التي ارتكبها في خان شيخون في محافظة إدلب في الرابع من نيسان/أبريل 2017، والذي أدى في حينه إلى مقتل 87 مدنيا، وإصابة المئات.
وأبلغ ماتيس ترامب بأنه "سيفعل ذلك على الفور"، أي قتل الأسد، لكنه أعد بدلا من ذلك خطة لتوجيه ضربة جوية محدودة لم تهدد الأسد شخصيا.
وبحسب مؤلف الكتاب، فإن ترامب سريع الدخول في نوبات غضب، ويتفوه خلالها بعبارات بذيئة ومندفع في اتخاذ القرارات، راسما صورة للفوضى التي يقول وودورد إنها تصل إلى حد "الانقلاب الإداري" و"الانهيار العصبي" في الفرع التنفيذي للمؤسسة الحاكمة في الولايات المتحدة.
وأشار الكتاب إلى أن ماتيس أبلغ معاونيه بعد واقعة منفصلة بأن ترامب تصرف مثل "تلميذ في الصف الخامس أو السادس".
من بين ما كشفه الكتاب أيضا، قصّة على لسان الراوي بأن موظفي البيت الأبيض وتحديدا مساعدو ترماب، أزالوا الكثير من المستندات التي كانت ملقاة على مكتبه في عدّة حالات لكي لا يراها، خوفا منهم على الأمن القومي الأميركي بالإضافة إلى أنهم كانوا يسخرون منه في ما بينهم بعد الاجتماعات.
وسرد وودوارد قصصا وطرائف عديدة حول رئيس أقوى الدول في العالم، مما دفع بالبيت الأبيض إلى الرد الفوري على ما اعتبره "كذبا".
وفندت المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارا ساندرز، أمس الثلاثاء، في بث تلفزيوني، كل ما جاء في الكتاب، وقالت إنه "ليس أكثر من قصص مفبركة، قالها بعض الموظفين السابقين الساخطين الذين يريدون تشويه صورة الرئيس".
تجدر الإشارة إلى أن هذه ليست المرّة الأولى التي يُصدر فيها كتابا يفضح ممارسات ترامب داخل البيت الأبيض استنادا على شهادات موظفين سابقين.