قالت واشنطن ان سبب خفض وقطع الإدارة الامريكية للمساعدات المقدمة للفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية يعود لعدم وجود مردود لدافع الضرائب الامريكي من وراء تقديم هذه المساعدات.
وقالت هيذر ناورت، الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية، بأن الإدارة الأميركية خفضت المساعدات المقدمة للبنى التحتية في الضفة الغربية وقطاع غزة والبالغة قيمتها 200 مليون دولار، بعد مراجعة دقيقة بسبب أنه ليس هناك مردوداً لدافع الضرائب الأميركي من وراء تقديم هذه المساعدات.
وقالت ناورت رداً على سؤال وجهته لها صحيفة القدس المحلية بشأن المنطق والسبب من وراء إبلاغ وزارة الخارجية الأميركية الكونغرس يوم الجمعة الماضي (24/8/2018) بقرارها قطع مساعداتها للفلسطينيين، خاصة وان هذه المساعدات تذهب مباشرة لمساعدة الفلسطينيين الأكثر احتياجا في الضفة الغربية وغزة، وتشرف على توزيعها ورعايتها الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (U.S.A.I.D) ومنظمات غير حكومية ذات صلة بالولايات المتحدة، "تلقينا الكثير من الأسئلة بشأن هذه المسألة. قام الرئيس بالتوجيه بإجراء مراجعة للمساعدات الأميركية المقدمة للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وأيضا في غزة، لضمان إنفاق نقود دافعي الضرائب الأمريكيين وفقا للمصالح الوطنية الأمريكية، وأيضا لضمان أنها توفر قيمة لدافعي الضرائب" .
وأضافت "لقد تم اتخاذ القرار وأرسلنا بيانا بهذا الصدد يفيد بأن هذه الأموال لا تنفق حالياً بحسب المصالح القومية الأميركية، كما أنها لا توفر حاليا قيمة لدافعي الضرائب الأميركيين، ولطالما قلنا عند الحديث عن مسألة غزة بأن غزة كيان رئيسي.. عفوا، السلطة الفلسطينية والفلسطينيون، وحماس هم... السبب الرئيسي الذي يجعل الوضع الأمني والحالة في غزة سيئة إلى هذا الحد، ما جعل الكهرباء مشكلة، وما جعل المياه النظيفة مشكلة وما إلى ذلك.. وينبغي أن تهتم حماس بشعبها لكنها رفضت القيام بذلك، وقامت بدلا من ذلك بإنفاق أموالها على أنواع أخرى من المشاريع وأنتم تعلمون بالضبط إلى ماذا أشير".
ولدى متابعة الصحيفة بسؤال آخر بشأن مخالفة حلفاء واشنطن الرأي في الواقع، واعتبارهم أن قطع المساعدات سيفاقم الوضع المتقلب أصلا وسينعكس سلبا على المصلحة القومية الأميركية، قالت ناورت "بالطبع يخالفوننا الرأي لأن الحكومة الأميركية قدمت كمية أكبر بكثير من المال. أكثر من أي بلد في المنطقة، وأظن أن السفيرة هايلي قد تحدثت عن ذلك اليوم".
وقالت ناورت "عندما تحدثت عن أهمية مشاركة الأعباء (قصدت) أنه لا ينبغي أن تتحمل الولايات المتحدة لوحدها نسبة غير متناسبة من تمويل البرامج في الخارج. الولايات المتحدة أكثر بلد كرما في العالم، وما زلنا وبفارق كبير أكبر مانح للعديد من البرامج حول العالم، ولكننا نشعر أيضا بأنه ينبغي أن تتقدم بلدان أخرى وتتحمل المسؤولية، وهذه نقطة مهمة في ما ناقشه الرئيس".
وتابعت الصحيفة بسؤال ناورت تقولين حول منطقها، بأن المساعدات التي تقدمها واشنطن للفلسطينيين لم تكن في مصلحة الأمن القومي الأميركي، رغم ان الإسرائيليين (بما في ذلك جنرالات وعناصر استخبارات) والبريطانيين والفرنسيين وجهات عديدة اخرى، يقولون بأن قطع المساعدات قد يفاقم في الواقع هذا الوضع الرهيب؟ قالت ناورت "لا نعتبر أنها (المساعدات) تقدم حاليا أي قيمة لدافعي الضرائب الأميركيين. سأعلمك إذا توفرت لدي أي معلومات أخرى عن هذا الموضوع".
وبشأن طلب الصحيفة من ناورت الحديث عما يتم تداوله بشان عزم الإدارة الاميركية في وقت ما قريب، ربما الأسبوع المقبل أو الأسبوع التالي ستقوم قطع كل المساعدات التي تقدمها للأونروا والقيام بتفكيكها وجعل مفوضية اللاجئين تتولى أي برامج تقوم بها "الأونروا" حاليا ردت ناورت بالقول "نعم.. لا يسعني إلا أن أقول إنه ليس لدينا قرارات نعلن عنها اليوم. لم يتم اتخاذ قرارات".
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية الجمعة الماضية إن الولايات المتحدة ستخفض أكثر من 200 مليون دولار من المساعدات للفلسطينيين وذلك وسط تدهور العلاقة مع القيادة الفلسطينية.
قال مسؤول كبير بالوزارة إن هذا الأموال التي كانت مقررة أصلا لبرامج في الضفة الغربية وغزة، ستخصص " لمشروعات ذات أولوية قصوى في مناطق أخرى".