قال سفير دولة فلسطين لدى البوسنة والهرسك رزق النمورة، مساء اليوم الثلاثاء، إن زيارة الرئيس البوسني باكر علي عزت بيغوفيتش لفلسطين والوفد المرافق له هي تتويج للعلاقات بين البلدين وهي تعبير عن تقدم العلاقة بين الشعبين والدولتين.
وأضاف في لقاء مع الوكالة الرسمية إن الزيارة ستبدأ منتصف يوم غد بوضع إكليل من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات ثم تبدأ فعاليات الزيارة الرسمية المتمثلة بلقاء بين الرئيسين بحضور الوفدين ثم غداء للوفد الضيف وتختتم الزيارة بمؤتمر صحفي للرئيس محمود عباس ونظيره البوسني.
ولفت النمورة إلى أن الزيارة تأتي في إطار حشد الدعم الدولي للقضية الفلسطينية وموقف القيادة الحالي من مختلف القضايا الدولية.وأوضح أنه يوجد 7 اتفاقيات جاهزة للتوقيع بين فلسطين والبوسنة والهرسك سيجري توقيعها قريبا تتويجا للعلاقات بين الجانبين.
وأشار إلى أن دور الدبلوماسية الفلسطينية هو تطوير العلاقات مع هذا البلد بشكل كبير ونتائج العمل الدبلوماسي بين فلسطين والبوسنة أصبحت تظهر بشكل أكبر وهي تتوج بزيارة الرئيس يوم غد إلى فلسطين.
وأشار النمورة إلى أن فلسطين عملت على تطوير علاقتها مع البوسنة والهرسك بشكل لافت من أجل الحصول على الدعم السياسي في المؤسسات الدولية، وقد نجحت سفارة دولة فلسطين في تطوير العلاقات بين الجانبين بشكل كبير.
وبين أن سفارة فلسطين افتتحت في البوسنة والهرسك منذ العام 2000 وهي تعمل بشكل حثيث من أجل تطوير العلاقات بين الجانبين بتعليمات من الرئيس محمود عباس، ووزير الخارجية رياض المالكي.
وأوضح أن العديد من الوفود الفلسطينية حضرت إلى البوسنة والهرسك وحدث تواصل كبير بين الشعبين، أبرزها زيارات من دار الإفتاء ورئيس مجلس القضاء الأعلى وديوان قاضي القضاة وممثلين عن الاحزاب الفلسطينية وغيرها من الزيارات.
وأضاف إن التعدد الديني الموجود في البوسنة والهرسك مشابه للتعدد الديني الموجود في فلسطين، ونحن قادرون على أن نحترم تركيبة المجلس الرئاسي والبرلمان، والعلاقة مع البوسنة والهرسك تمتد إلى مرحلة يوغوسلافيا السابقة حيث كانت توجد علاقات طيبة بين يوغوسلافيا ومنظمة التحرير الفلسطينية.
وتابع أنه في السابق كانت تربط الرئيس الشهيد ياسر عرفات والزعيم تيتو علاقات مميزة وكانت يوغوسلافيا تفتح أبوابها أمام أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل كبير، والبوسنة والهرسك جزء من هذه العلاقة وكذلك بقيت هذه العلاقة مع بقية دول يوغسلافيا السابقة وعددها 7 دول اليوم.
وقال إن الشعب في البوسنة والهرسك ينظرون للشعب الفلسطيني على أنه شعب يتعرض للاضطهاد من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهم يسعون بشكل دائم ضمن الإمكانيات المتاحة لهم ولدولتهم من أجل نصرة شعبنا الفلسطيني والقيادة الفلسطينية.
وأوضح أن موقف البوسنة والهرسك نفس الموقف الدولي بأن الأرضي المحتلة يجب أن تخضع للقانون الدولي ويجب إحلال السلام والانسحاب من جميع الأراضي المحتلة عام 1967 م.
وأشار إلى أن موقف البوسنة والهرسك من فلسطين أصبح أكثر وضوحا، والتعاطف مع الشعب الفلسطيني أصبح يعلن عنه بمواقف داعمة وليس فقط بالتعبير عن التعاطف والدعم، وقد حصلنا على حق التملك في شراء مبنى للسفارة وهذا الحق لا يمنح للكثيرين، وبيننا اتفاقيات تعاون بين وكالة وفا ونظيرتها الرسمية البوسنية وكذلك اتفاقيات توأمة بين مدن وجامعات فلسطينية وبوسنية.
وفيما يتعلق بالجالية الفلسطينية في البوسنة والهرسك، قال: هي جالية صغيرة لا تتجاوز 400 شخص وغالبيتهم طلاب كانوا في يوغوسلافيا السابقة درسوا وبقوا في البوسنة والهرسك وغالبيتهم قدموا خدمات جليلة للمجتمع هناك، وأسهموا في تأسيس مستشفيات من اجل علاج ضحايا الحرب الأهلية التي اندلعت هناك.
وأضاف أن السفارة الفلسطينية لا تفرق بين أي فلسطيني ولا تتعاطي مع أي فلسطيني وفقا لأفكارهم أو أديانهم أو مناطق إقامتهم بل هي سفارة كل الشعب الفلسطيني وأبوابها مفتوحة لكل أبناء الشعب الفلسطيني دون تميز.
وأكد أن أبناء الجالية ناجحون في أعمالهم في البوسنة والهرسك ويساهمون في خدمة المجتمع هناك ويعملون من أجل رفعة الدولة التي يعيشون فيها.