وجهت وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاغون) تحذيرا للمملكة العربية السعودية بأنها تستعد لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لحملتها في اليمن.
وقال مصدران مطلعان بشكل مباشر على موقف "البنتاغون"، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، إن "وزارة الدفاع الأمريكية وجهت تحذيرا للسعودية بأنها تستعد لخفض الدعم العسكري والاستخباراتي لحملتها ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، إذا لم يظهر السعوديون أنهم يحاولون تقليل عدد القتلى المدنيين نتيجة الغارات".
وأضاف المصدران: "إن الإحباط يتزايد، وأن وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس والجنرال جوزيف فوتيل، قائد عمليات الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط، يشعران بقلق من أن الولايات المتحدة تدعم الحملة التي تقودها السعودية والغارات التي قتلت عددا كبيرا من المدنيين".
كما صرح مسؤول أمريكي بأن "البنتاغون، وكذلك وزارة الخارجية الأمريكية، بعثتا الآن برسائل مباشرة للسعوديين عن وضع حد لعدد الضحايا المدنيين، مضيفاً: "في أي مرحلة كفى ستعني كفى؟"، وفق "سي إن إن".
وكانت "CNN"، نشرت تقريرا عن أن السلاح المستخدم في الغارة عبارة عن قنبلة موجهة بالليزر يبلغ وزنها 227 كيلوغراما من إنتاج شركة لوكهيد مارتن، التي تعد من أكبر الشركات المتعاقدة مع الجيش الأمريكي.
وبعد هذه الغارة، قال وزير الدفاع الأمريكي للصحفيين، إنه أرسل جنرالاً أمريكياً كبيراً للحديث مع السعوديين حول ما حدث في الغارة، وأصبح من الواضح أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين حصلوا على تصريح من ماتيس باتخاذ نهج أكثر شدة مع السعوديين. وأجرى الجنرال الأمريكي مايكل غاريت لقاءات مع قيادات سعودية في 12 أغسطس/أب الجاري، لكن الاجتماعات لم تكن اعتيادية ونقل "رسالة صارمة".
وقالت ريبيكا ريبارتش، متحدثة باسم وزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الإخبارية، إن "الأحداث الأخيرة فرضت على قادة الجيش الأمريكي أن الموقف يتطلب تذكيرا خاصا وتأكيدا رسميا خلال زيارته". ولفتت إلى أن "الجنرال غاريت نقل رسالة بشأن الاهتمام بواقعة الضحايا المدنيين التي حدثت مؤخرا. ونيابة عن الحكومة الأمريكية، واصل المطالبة بإجراء تحقيق شامل وسريع، والتأكيد على تقليل عدد الضحايا المدنيين".
وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما قد حظر بيع السعودية أسلحة موجهة بعد استخدامها قنبلة مشابهة في هجوم في أكتوبر/ تشرين الأول 2016، أدى إلى مقتل 140 شخصا خلال مراسم عزاء في صنعاء الواقعة تحت سيطرة "أنصار الله"، غير أن الرئيس دونالد ترمب ألغى الحظر بعد توليه مهامه في 2017.
وأدى الهجوم، الذي وقع في التاسع من أغسطس/ آب الجاري على محافظة صعدة، إلى مقتل 45 شخصا وإصابة 79 آخرين بينهم 56 طفلا، بحسب اللجنة الدولية للصليب الأحمر. فيما أعلن التحالف العسكري، بقيادة السعودية، فتح تحقيق في القصف الجوي، بينما دعا مجلس الأمن الدولي إلى إجراء تحقيق موثوق به وشفاف.