فتح وحماس تعلقان على قرار ترامب بـ "شطب حق العودة"

حماس وفتح تعلقان على قرار شطب حق العودة

حذرت فصائل فلسطينية الأحد، من خطورة الخطوات الأمريكية الساعية إلى شطب حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، متهمين واشنطن بالانحياز "الكامل" للاحتلال الإسرائيلي.

وكشفت القناة الثانية العبرية مساء السبت، عن عزم البيت الأبيض، الإعلان عن "خطة إلغاء حق العودة للاجئين ووقف نشاط الأونروا قريبا"، موضحة أن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستعلن قريبا عن إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين والاعتراف بنسبة 10 بالمئة من عددهم الإجمالي".

وعلقت حركة حماس على هذه الخطة بالقول إن "التوجهات الأمريكية الأخيرة التي تستهدف حق عودة اللاجئين الفلسطينيين، سواء عبر بعض مشاريع القوانين المقدمة للكونغرس الأمريكي أو التقليصات المالية أو عبر التحرك باتجاه صفقة القرن؛ جميعها تحركات تصب الزيت على النار".

وقال القيادي في الحركة مشير المصري في تصريح خاص لـ"عربي21" إن "التوجهات نفسها تشكل تساوقا فظا وصارخا من قبل الإدارة الأمريكية مع الاحتلال الإسرائيلي"، مشددا على أن "ذلك يزيد حدة العداء العربي والإسلامي للإدارة الأمريكية، التي تثبت في كل يوم أنها تشكل الوجه الآخر للاحتلال".

وحذر المصري من "استمرار مثل هذه الخطوات والتوجهات الأمريكية"، مؤكدا أن "القضية الفلسطينية هي قضية أرض وشعب، ونحن الورثة الحقيقيون لهذه الأرض، ولا يمكن لأي احتلال أن يزيف تاريخنا في هذه الأرض"، بحسب تعبيره.

وأضاف أن "الشعب الفلسطيني اللاجئ والمشرد في أصقاع الأرض، هو صاحب الحق في فلسطين المحتلة، وأن طول زمن الاحتلال لن يمنحه صك الشريعة في الأراضي المحتلة"، مشيرا إلى أن "حق العودة هو حق فردي وجماعي وسيبقى مقدسا".

وشدد على أن "الصراع مع الاحتلال لن ينتهي إلا بتحقيق حق العودة لأرضنا، وهو الحق المكفول شرعا وقانونا وأخلاقا"، معتبرا أن تركيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حق العودة، يأتي ضمن سياسة "كي الوعي التي تمارسها الإدارة الأمريكية والانقلاب على القيم والأخلاق وقواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".

وأوضح المصري أن ذلك "يضع الإدارة الأمريكية في عداء للشرعية الدولية، إلى جانب عدائها للأمتين العربية والإسلامية والشعب الفلسطيني"، مطالبا إدارة ترامب بمراجعة حساباتها، وأن "تدرك أن الاحتلال يجرها لمربع خطير، سيدفع المنطقة لمزيد من التوتر والحروب".

من جانبها، أكدت حركة فتح على لسان نائب أمين سر المجلس الثوري والمتحدث الرسمي باسمها، فايز أبو عيطة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى المشروع الإسرائيلي بالكامل"، مضيفا أن "واشنطن تحولت من راع لعملية السلام إلى شريك لإسرائيل في العدوان على الشعب الفلسطيني".

وأوضح أبو عيطة في حديثه لـ"عربي21"، أن واشنطن "باتت شريكا للاحتلال في مواجهة الشعب الفلسطيني وقيادته، من خلال مجموعة من الخطوات التي أعلن عنها مؤخرا، والتي بدأت بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم يكن آخرها تقليل المساعدات المقرة لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني".

ونوه أبو عيطة إلى أن "السياسة الأمريكية تهدف لفرض حل يقوم على أساس المصالح الإسرائيلية، ولا يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الفلسطينية التاريخية والسياسية والوطنية"، مشددا على أن "حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية، وكذلك جوهر الصراع العربي الإسرائيلي، وهو من القضايا المؤجلة لمفاوضات الحل النهائي".

ولفت أبو عيطة إلى أن الإدارة الأمريكية "تريد أن تستبق الأمور بفرض أمر واقع جديد يتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير".

شريك في العدوان

وتعليقا على الخطوات الأمريكية، رأى القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، أن ما يجري هو "تصعيد لعدوان إدارة ترامب ضد الشعب الفلسطيني، وإجهاز من قبل تلك الإدارة على حقوق وثوابت شعبنا وفي مقدمتها حق العودة".

وأضاف في حديثه لـ"عربي21" أن "الإدارة الأمريكية تؤكد أنها شريك في العدوان على الشعب الفلسطيني، وهي تشكل غطاء وداعما ومساندا للعدو الإسرائيلي ومخططاته وإجراءاته على الأرض"، معتقدا أن "الرد على الخطوات الأمريكية يتمثل في تسريع المصالحة وعقد المجلس الوطني التوحيدي على قاعدة بناء استراتيجية وطنية كفاحية سياسية لمواجهة كل هذه التحديات".

ودعا الثوابتة إلى "العمل على بناء موقف عربي ودولي تجاه هذه السياسية المنحازة بالكامل لصالح الاحتلال الإسرائيلي"، مضيفا أننا "بحاجة لموقف عربي وفلسطيني منسجم في إطار التصدي لهذه المشاريع، ورفض لكل المحاولات والإجراءات الأمريكية للانقضاض على الحقوق والثوابت الفلسطينية".

وحول تداعيات الخطوات الأمريكية، لفت القيادي في الجبهة الشعبية إلى أن "البيئة الدولية والإقليمية والعربية؛ تساعد إدارة ترامب على اتخاذ مثل تلك القرارات، في ظل حالة الإذعان العربي والصمت الدولي على ما تتخذه واشنطن من خطوات".