قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، للصحافيين في ليتوانيا، اليوم الجمعة، عندما سُئِل عمّا إذا كان يريد "خطة سلام" ترامب المعروفة إعلاميا باسم "صفقة القرن": "هذا هو شأنه، إذا كان يريد التقدّم فيه، بين الفترة والأخرى يقول أشياء بهذا الصدد، وأنا أرى أنه ممكن الحدوث، على الرغم من أنني لا أرى في هذه المسألة أمرًا مُلحًّا".
وأوضح نتنياهو في معرض إجابته على أحد الأسئلة، أنه يرى عدم اكتراث الفلسطينيين واهتمامهم بـ"صفقة القرن"، إلا أنه أضاف: "الأميركيون يفكرون في الأمر (عدم اهتمام الفلسطينيين)، فهم ليسوا عُميًا، ولكن أنا لا أعرف، عندما نرى العرض بوسعنا أن نحكم عليه".
ونفى أن يكون لديه أي علم باحتمالية إعلان "صفقة القرن" في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما أفادت بعض التقارير في وقت سابق.
في السياق، تطرَّق مصدر دبلوماسي إسرائيلي، وصفته صحيفة "هآرتس" برفيع المستوى، وقالت إنه أحد أعضاء الوفد الإسرائيلي المتواجد في ليتوانيا اليوم الجمعة، إلى الأوضاع في قطاع غزة، والوضع مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وقال: "حتى الآن لا توجد تسوية، لكن هل يمكنُ أن يكون؟ نعم، نحنُ نعمل على تحقيق ذلك، إن الهدف حاليا يتمثل في تثبيت وقف إطلاق النار مع قطاع غزة بشكل كامل وبعدها يمكن الانتقال للمرحلة التالية".
وجاءت تصريحات المصدر الدبلوماسي، ردًا على تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي قال في وقت سابق اليوم إنه "لا يؤمن بتسوية مع قطاع غزة".
وأضاف المصدر أن الهدف هو "التوصل إلى وقف إطلاق النار الحقيقي"، مُتسائلًا: "هل حققنا ذلك؟ ليس بعد (...) لا يمكن التّقدُّم دون أن يتم تحقيق ذلك".
وقال: "نحن اليوم ما زلنا نتحدث بوساطة مصر والأمم المتحدة ولكن الأمر المهم حاليا، هو الوصول إلى وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار وفي حال تحقق هذا الأمر فسننتقل إلى المرحلة القادمة ونبحث كيفية حل مشاكل غزة الإنسانية".
وكان ليبرمان قد عبّر عن خيبة كبيرة، في وقت سابق اليوم، خلال جولة قرب السياج الأمني المحيط بالقطاع، وقال إن لا علاقة له بهذه المفاوضات ولا علاقة له بتسوية كهذه، تشمل هدنة بين إسرائيل وفصائل المقاومة، وعلى رأسها حماس، وتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع جراء الحصار عليه.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن ليبرمان، خلال زيارة لكيبوتس "كيسوفيم"، قوله إنه "لم أكن ضالعا في كل موضوع التسوية، ولا أؤمن بالتسوية"، متفذلكا أن "التسوية الوحيدة هو الواقع الميداني". وأضاف: "رأينا في الأيام الأخيرة أن حماس تُسيطر بشكل مطلق على ما يجري في غزة. الاحتجاج العفوي، السكان، كل هذا هو سيطرة مطلقة لحماس. وفي الأيام الأخيرة حلّ عيد (الأضحى) وكل العنف انخفض إلى صفر".
وتابع ليبرمان أنه يحاول فرض معادلة مرتبطة بالهدوء الأمني مقابل تحسين الوضع الاقتصادي في القطاع. يجب أن تكون علاقة مباشرة، وهذه هي الرسالة الهامة التي نحاول تمريرها لسكان غزة، الذين يهتمون بكسب الرزق وإطعام عائلاتهم". ومضى مهددا أنه "إذا ساد هدوء اليوم (الجمعة موعد مسيرات العودة)، فستبقى المعابر مفتوحة، وإذا لم يسد الهدوء فستغلق".