على ضوء استعادة القوات الحكومية السورية لسيطرتها على الجانب السوري من هضبة الجولان، توجهت إسرائيل الى الأمم المتحدة خلال الأيام القليلة الماضية الى الأمم المتحدة بطلب إعادة قوات "أوندوف" الى المنطقة الحدودية بين الجانبين الإسرائيلي والسوري.
هذا ما أكده رئيس هيئة القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي المنتهية مهامه، آشر بن لولو، في لقاء مع صحيفة "يسرائيل هيوم" نشرت الصحيفة اليوم بعض المقتطفات منه، على ان تنشره كاملا في عدد يوم الجمعة الوشيك.
يذكر ان الأمم المتحدة قد نشرت قواتها التي تعرف بتسمية "أوندوف"، على هضبة الجولان قبل 40 عاما ضمن اتفاقات فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا وكان ذلك في عام 1974.
وتنص هذه الاتفاقات على ان "أوندوف" هي القوة الوحيدة المخولة بالبقاء في في المنطقة العازلة بين الدولتين وان مهمتها هي مراقبة الوجود العسكري لكلا الطرفين بمحاذاة الحدود.
وقبل نحو أربعة أعوام، قررت الأمم المتحدة سحب قوات "اوندوف" من مساحة ثلثي المنطقة العازلة المذكورة بين إسرائيل وسوريا بعد تعرض هذه القوات الى عدة هجمات واختطاف لعناصر القوات في الجانب السوري من هضبة الجولان. وبقي جزء بسيط من المنطقة العازلة تحت مراقبة هذه القوات وهو في المساحة التي بقيت تحت سيطرة القوات الحكومية السورية طوال الوقت. ومنذ ذلك الوقت بقيت عناصر قوات "اوندوف" في الجانب الإسرائيلي فقط، وكانوا يتقدمون بتقاريرهم فقط عن حال القوات الإسرائيلية بجوار الحدود.
وكما اوردنا في مطلع الخبر، فقد توجهت إسرائيل الى الأمم المتحدة بطلب إعادة جنود "اوندوف" الى الجانب السوري من هضبة الجولان، وعليه فإن إسرائيل تطالب كذلك بزيادة عدد هذه القوات من 1000 جندي الى 1200 او الى 1300 جندي مراقب. ويبدي المسؤولون الإسرائيليون اهتمامهم بإعادة عمل معبر القنيطرة بين إسرائيل وسوريا الذي كان يستخدم لمرور المواطنين وخصوصا العرائس الى جانب منتجات زراعية لا سيما التفاح من الجولان الى سوريا.
الجيش الإسرائيلي يقيم قرى لحزب الله
الى ذلك كشف رئيس هيئة القيادة الشمالية في الجيش الإسرائيلي بن لولو، ان الجيش الإسرائيلي يقيم هذه الأيام ست قرى على شاكلة قرى حزب الله، وذلك في هضبة الجولان بهدف التدريبات، وهي نماذج طبق الأصل لقرى بعينها في لبنان.
وجاء ان نماذج القرى التي يقيمها الجيش الإسرائيلي ستحتوي على بنايات مرتفعة تصل الى ثلاثة طوابق وأخرى منخفضة علاوة على أسواق ومساجد ومواقع تحت الأرض وبطاريات لإطلاق الرشقات الصاروخية وغيرها من المنشآت. وسيتم كذلك جلب الأشجار، منها ما هي كبيرة شامخة لكي تشكل الصورة الحقيقية للقرية اللبنانية.
وتتم هذه الأيام إقامة القرية الأولى من هذه المجموعة في محيط موقع تدريبات عسكرية فوق عدة مرتفعات متقاربة الواحدة مع الأخرى. والقرية المذكورة هي طبق الأصل لقرية لبلدة، ومن المقرر الانتهاء من انشاء البلدة في غضون ثلاثة أشهر.
ويقول بن لولو، المؤتمن على انشاء هذه القرى، ان ميزة هذه القرى يكمن في انها تقام في مكان ذي تضاريس مشابهة للبنان بداخل مناطق مغلقة مما يتيح للجيش الإسرائيلي اجراء التدريبات العسكرية فيها بنيران حية.
وأضاف الضابط الإسرائيلي، لقد اعتاد الجيش الإسرائيلي على مدار 40 عاما على تدريبات وفقا "للمعركة الماضية"، التي تتضمن الاستيلاء على موقع محصنة سورية وتحصينات أرضية، أما في هذه القرى فسيكون بوسع الجيش التدريب على استخدام المدفعية والنيران وقوات الهندسة ولك في مكان يبدو مثل الراضي اللبنانية.