بدأ ضيوف الرحمن يتوافدون على مشعر مِنى بمكة المكرمة؛ لقضاء يوم التروية، ا اقتداءً بسنة المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك قبيل توجههم للوقوف بصعيد عرفة، الركن الأعظم للحج، الخميس.
وسيقوم الحجيج بالتلبية خلال رحلة تصعيدهم من مكة إلى مشعر منى، مرددين بصوت واحد: "لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك".
ويُستحب التوجه إلى مِنى قبل الزوال -أي قبل الظهر- فيُصلي بها الحجاج الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر، قصراً للصلاة الرباعية وبدون جمع، والسُّنة أن يبيت الحاج في مِنى يوم التروية.
وأعدت قيادة أمن الحج بالسعودية خطة متكاملة لتسهيل عملية تصعيد الحجاج إلى منى، ركّزت على توفير مظلّة الأمن والأمان وتحقيق السلامة على جميع الطرق التي يسلكونها من مكة، إضافة لتنظيم عملية حركة المشاة.
وجندت قيادة قوات أمن الحج جميع الطاقات الآلية، والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى؛ بهدف تيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.
وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة، وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل، لنقل حجاج بيت الله الحرام من المشاعر المقدسة وإليها.
واكتملت في منى جميع الخدمات والتسهيلات لضيوف الرحمن، حيث أقيمت عشرات المستشفيات والمراكز الصحية.كما أقيمت مراكز الاتصالات التي تربط الحاج بأهله وذويه في مختلف أنحاء العالم؛ عبر الاتصالات الهاتفية والجوال والمكاتب البريدية.
وكانت طلائع حجاج بيت الله الحرام قد بدأت بالوصول إلى مشعر منى، منذ مساء الثلاثاء، استعداداً لقضاء يوم التروية.ويقضي حجاج بيت الله الحرام يوم التروية في مشعر منى، الواقع على بعد 7 كيلومترات شمال شرقي المسجد الحرام، اقتداءً بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وسمّي اليوم بيوم التروية لأن الناس كانوا يتروون فيه من الماء، ويحملون ما يحتاجون إليه.ويتدفّق ضيوف الرحمن، صباح الخميس، إلى صعيد عرفات، على بُعد 12 كم من مكة، ليشهدوا الوقفة الكبرى، ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم ينفروا مع مغيب الشمس إلى مزدلفة.
ويقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة، وهو مشعر داخل حدود الحرم، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية.