وصف البيت الابيض، أمس الأربعاء، العقوبات الاقتصادية التي أعلنتها تركيا ردا على تلك التي اتخذتها الولايات المتحدة بـ "المؤسفة"، مجددا مطالبته بالإفراج الفوري عن القس الاميركي اندرو برانسون المحتجز لدى انقرة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره ساندرز إن "الرسوم الجمركية لتركيا هي بالتأكيد مؤسفة وخطوة في الاتجاه الخاطئ. ان الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على تركيا نابعة من مصالح الامن القومي، في حين ان الرسوم التركية انتقامية".
وأبدت أسفها لكون تركيا عاملت القس برانسون في شكل "ظالم جدا وسيء جدا"، مكررة "نعلم بأنه شخص صالح جدا لم يقم باي أمر سيء". واوضحت أن الرسوم التي فرضتها واشنطن على الصلب التركي ستظل سارية حتى لو تم الافراج عن القس. وسئلت عن تأثير التوتر بين واشنطن وانقرة على الليرة التركية، فردت ان الولايات المتحدة "تراقب الوضع".
ورأت ان "المشاكل الاقتصادية لتركيا هي نتيجة توجه تتحمل مسؤوليته هي وليس نتيجة اي اجراء اتخذته الولايات المتحدة".
من جانبها، أعلنت الرئاسة التركية في بيان أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وعد الاربعاء باستثمارات مباشرة في تركيا بقيمة 15 مليار دولار خلال اجتماع عقده مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وتأتي هذه الخطوة دعما للاقتصاد التركي مع انهيار العملة الوطنية جراء أزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرض عقوبات متبادلة. وقالت الرئاسة التركية إنه خلال لقائه اردوغان أكد الامير ان "قطر ستضع سريعا برنامج استثمار بقيمة 15 مليار دولار في تركيا".
ونقلت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء عن اردوغان شكره للأمير وشعب قطر "لوقوفهم الى جانب تركيا". وقال اردوغان "لا شك أن علاقاتنا المتينة مع دولة قطر الصديقة والشقيقة ستشهد تطورا في العديد من المجالات بشكل مستمر".
وشهدت الليرة التركية تدهورا كبيرا في الايام الاخيرة بعدما أعلن الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاربعاء مضاعفة الرسوم الجمركية على الألومينيوم والصلب التركيين. من جهته، دعا اردوغان الى مقاطعة المنتجات الالكترونية الاميركية فيما زادت تركيا الاربعاء الرسوم الجمركية على العديد من السلع الاميركية.
وأثار تدهور الليرة مخاوف من أزمة اقتصادية في تركيا وقلقا من تضرر المستثمرين الاجانب وبينهم قطر. وتستثمر قطر بقيمة عشرين مليار دولار في تركيا وفق ارقام رسمية من الشهر الفائت، وباتت أنقرة أحد أكبر المصدرين الى الإمارة. وفي الأيام الأخيرة، أطلق مؤيدون لتركيا في قطر حملة لتحويل ما يملكونه من الريالات القطرية الى الليرة التركية دعما لهذه العملة.
ولتأكيد العلاقات بين البلدين، كان الأمير القطري الشيخ تميم أول زعيم أجنبي يتصل باردوغان خلال الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016. وتحافظ تركيا على قاعدة عسكرية صغيرة في قطر.