كشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية هدف اسرائيل من قصف مركز سعيد المسحال واستهداف الأحياء السكنية في غزة خلال موجة التصعيد الأخيرة التي نشبت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الاسرائيلي مساء الاربعاء الماضي.
وقالت الصحيفة ان هدف اسرائيل من وراء موجة الهجمات الأخيرة هي وضع حماس في موقف إشكالي امام السكان المدنيين في قطاع غزة.
وأضافت :"أن هجوم الجيش الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، مساء الخميس الماضي، عقب إطلاق الصواريخ على بئر السبع، يمثل تغييراً في سياسة إطلاق النار في إسرائيل ، حيث أنه وفي الأشهر الأخيرة ركز الجيش على أهداف حماس العسكرية الواضحة، خاصة في المناطق التي يكون فيها التواجد المدني ضئيلاً ، وتم تركيز الهجمات الأخيرة على رموز السلطة والأهداف المدنية المتماثلة مع حماس في وسط قطاع غزة، حتى في الأحياء السكنية.
وتابعت :" في حين كانت الهجمات موجهة حتى الآن ضد الجناح العسكري لحركة حماس، فقد قرر الجيش الإسرائيلي العمل في المراكز السكانية بحيث يشعر السكان بثمن التصعيد ويطالبون حماس بتقديم تفسيرات.
وقال الناطق العسكري أن الهجوم على قطاع غزة، (مساء الخميس، وتدمير عمارة في مخيم الشاطئ)، جاء ردا على قيام حماس بإطلاق صاروخ على مدينة بئر السبع، وهو تعبير عن قدرات الاستخبارات والعمليات في الجيش الإسرائيلي، والتي سيتم تعميقها وتكثيفها حسب الضرورة".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن إصابة 18 شخصًا. ووفقاً للجيش، فقد خدم المبنى وحدة الأمن الداخلي التابعة لحماس لأغراض عسكرية.
ووفقاً للمتحدث باسم الجيش، فإن "بعض أعضاء الوحدة ينشطون في الجناح العسكري لحماس وفي المبنى مكاتب تخدم أصحاب مناصب رفيعة في المنظمة".
لكن سكان من مخيم اللاجئين قالوا إن المبنى كان مركزًا ثقافيًا، وأن منزل رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، يقع على مقربة من المكان.
وحاول الطرفان، حتى ساعات الظهر، الحد من نطاق القتال، بحيث يمكن وقفه في أي مرحلة.
وقد تركز إطلاق النار من قطاع غزة على المنطقة المحيطة بقطاع غزة، بينما هاجمت إسرائيل أهدافًا عسكرية في محيط قطاع غزة وامتنعت عن محاولة إيذاء شخصيات حماس البارزة.
لكن إطلاق النار على بئر السبع، بعد فترة وجيزة من إعلان الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عن نهاية القتال، تم النظر إليه على أنه خرق لاتفاق ضمني.
في فترة ما بعد الظهر، اجتمع مجلس الوزراء السياسي-الأمني والقيادة العليا للجيش، لمناقشة التصعيد في الجنوب.
وقبل الاجتماع، أوضح مصدر سياسي رفيع المستوى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الأمن أفيغدور ليبرمان أصدرا تعليمات إلى الجيش الإسرائيلي للتحضير لأي احتمال.
وقال: "حماس تعرضت لضربة قاسية، وستواصل إسرائيل العمل بالقوة".
ويستعد الجيش لإمكانية مواجهة واسعة النطاق، وفي هذا الإطار تم تجنيد قوات الاحتياط من نظام الدفاع الجوي لتفعيل المزيد من بطاريات القبة الحديدية إذا لزم الأمر.
ويعتقد الجيش الإسرائيلي، أن الطرفان تورطا في جولة من القتال دون نية مسبقة ، فقد قاد إلى المواجهة ما حدث خلال التدريب الذي أجرته حماس على مسافة كيلومترين فقط من الحدود.
ويعتبر الجيش قيامه بإطلاق النار على رجال حماس في غزة دون أن يقصدوا إصابة جنوده، بمثابة خطأ تنفيذي، نجم عن فشل استخباري، ذلك أن قوات الجيش لم تكن تعرف عن التدريب الذي أجرته حماس.