تنوعت المواقف الإسرائيلية بين قبول التهدئة ورفضها، في ظل وضع المزيد من الاشتراطات على حماس من جهة، ورفض تلبية المطالب الفلسطينية لتمرير هذه التهدئة من جهة أخرى.
وقال غلعاد أردان، وزير أمن الإحتلال، أنه "لا يتوقع حصول اتفاق تهدئة طويل الأمد مع حماس في غزة؛ لأن التهدئة تعني هدوءا كاملا مطلقا، وربما يكون هناك مسارات سرية لا يطلع عليها الوزراء الإسرائيليون أنفسهم للتوصل لهذه التهدئة".
جاء ذلك في مقابلة مع صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمها موقع"عربي21"، وأضاف أردان "توصيتنا للجيش بأن يكون هناك رد حاسم وقوي تجاه أي خرق للسيادة الإسرائيلية وعمليات مسلحة قد تحصل على حدود القطاع ضد الإسرائيليين".على حد قوله
وأكد أنه " لا يجب أن نوافق على إعادة إعمار القطاع لفترة طويلة من الزمن، دون أن نجد حلا لمشكلة الأسرى والمفقودين لدى حماس، ونعثر على صيغة تمنع تقويها العسكري".
وتابع القول إن "التهدئة مع حماس تعني هدوءا كاملا، بما فيها الطائرات الورقية والبالونات الحارقة، ووقف مسيرات الفلسطينيين في أيام الجمعة، لكني واثق أنه لن يحصل اتفاق طويل الأمد مع حماس".
ومن جهة أخرى قال وزير الاستخبارات يسرائيل كاتس لموقع القناة السابعة بأنه "يؤيد ويبارك العودة لساسة الاغتيالات ضد المسلحين الفلسطينيين، رغم أنها لم تقر بعد في الأروقة الرسمية الحكومية لإسرائيل".
وأضاف أنه "يتضامن مع عائلات الجنود الأسرى لدى حماس، وقد كانت منذ البداية ضرورة لوضع المزيد من الضغوط على الحركة لإطلاق سراح هؤلاء الجنود في غزة".
وأشار يوني بن مناحيم، وهو لخبير الإسرائيلي في الشؤون العربية، إن "التهدئة المتوقعة مع حماس يجب ألّا تكون بأي ثمن، رغم أنها مهمة لكل الإسرائيليين، لكنه محظور على إسرائيل التنازل في موضوع جنودها الأسرى لدى حماس، وأضاف عليها إجراء تغيير جوهري في طبيعة تعاملها مع هذه القضية، وإلا ستكون عرضة للابتزاز من قبل الحركة، وتفقد قوتها الردعية، وتضطر لإطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين الخطيرين من سجونها".
وقال بن مناحيم، الضابط السابق بجهاز استخبارات الإحتلال "أمان"، إلى أنه "لا بد أن تصر إسرائيل على جعل إطلاق سراح أسراها بغزة أساسا لأي اتفاق للتهدئة مع حماس، رغم تأكيد الأخيرة أنه ملف منفصل عن باقي الملفات الخاصة بالتهدئة وإعادة الإعمار؛ لأنها تريد الضغط على إسرائيل، وابتزازها، وعدم جعل إطلاق سراح الأسرى مقابل التسهيلات الإنسانية، وليس تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية".
وفي مقابلة مع صحيفة معاريف العبرية قال تسيفي يحزكيلي، محلل الشؤون العربية في القناة العاشرة، إن "إسرائيل وحماس ليستا قريبتين من إبرام التهدئة؛ لأن ما خرج عن المجلس الوزاري المصغر في اجتماعه الأخير يعبر عن خيبة أمل، وفي حال نظرنا إلى مربع مصر-إسرائيل-حماس-أبو مازن، فإننا سنجد أن الطرف المعني أكثر بالتهدئة هو إسرائيل".
وأضاف أن حماس لا تريد تهدئة طويلة الأمد، وهي تسعى لالتقاط أنفاسها لفترة قصيرة من الزمن، واستعادة قوتها".
وأنهى حديثه بالقول إن "أي مباحثات حول التهدئة تجريها إسرائيل مع حماس انطلاقا من خشيتها من الذهاب لعملية عسكرية واسعة في غزة، تعدّ استنزافا لها أمام الحركة، خاصة أنها تتحدث علانية عن عدم رغبتها بالمواجهة القادمة، ما يوقعها في مشكلة تجاه حماس".على حد تعبيره