رام الله الإخباري
قبل 3 أعوام نزلت شرطيات الى شوارع مدينة بيت لحم لتنظيم حركة السير، تجربة لم يكتب لها النجاح آنذاك، بسبب قلة العدد.
الآن 8 شرطيات ينظمن حركة السير في المدينة، ضمن مبادرة جديدة أطلقها مدير عام شرطة المرور في المحافظة العميد علاء شلبي، الذي ارتأى ضرورة وجود العنصر النسائي في الميدان لمساندة عناصر شرطة المرور.
ويقول العميد شلبي: "إن المرأة الفلسطينية مبدعة ومنتجة في أي مكان تكون فيه، وهي فاعلة أيضاً في جهاز الشرطة، ولا وجود للتمييز بين المرأة والرجل في العمل الأمني، ووجودها في الميدان يشعرها بالمقام الأول بأنها متساوية مع الرجل في المهام الموكلة إليها، كما أن هناك ضرورة لهن في التعامل مع المواطنات في حالة الحوادث والأعطال الفنية التي تصيب مركباتهن، حيث تكون الشرطية هي المساعد الأول إلى حين وصول الإسعاف أو الدفاع المدني".
ويتابع: يتم توزيع الشرطيات على المفارق الرئيسية في بيت لحم التي تشهد حركات سير نشطة، كما أن عملهن لا يقتصر على أيام الأعياد التي تشهد أزمة في حركة السير، بل سيستمر على الدوام.
في الوقت الراهن تمارس الشرطيات عملهن بمساعدة أفراد وضباط من شرطة المرور، حيث يتبادلن الأدوار معهم في تنظيم حركة السير، ويستفدن من خبراتهم، حيث أن المرحلة الراهنة هي للتدريب على العمل المروري.
ويجيب الملازم في إدارة المرور أيمن عبد القادر، عن سؤال لماذا في بيت لحم بالتحديد انطلقت المبادرة؟؟، بالقول: "إن بيت لحم مدينة سياحة فيها الكثير من النساء اللواتي يقدن المركبات، وأن وجود العنصر النسائي في شرطة المرور ضروري من أجل أن تعمل جنباً إلى جنب مع الشرطة في الميدان".
ويضيف: الشوارع في بيت لحم أصبحت ضيقة بسبب العدد الهائل من المركبات، وشرطي المرور عليه عبء كبير لتنظيم حركة المرور، خاصة في نهاية الاسبوع ويوم السبت بالتحديد بسبب دخول حملة الهوية المقدسية للتسوق في المدينة، وبالتي فإن وجود الشرطة النسائية سيسهم في مساعدة شرطة المرور.
شروط انتساب الشرطيات هي الشروط الاعتيادية: "الطول، والصحة، ومستوى تعليمي معين"، إضافة إلى الالتحاق بدورة في كلية الشرطة بأريحا لمدة 6 أشهر، ثم فرزهن على المحافظات .
الملازم مرام أبو عبيد والتي التحقت للميدان مؤخراً في بيت لحم، تبين إنها لمست تقبلا ايجابيا من قبل المواطنين لوجودها هي وزميلاتها في الشارع، خاصة من قبل النساء السائقات، مضيفة :"وجودنا مُلح وضروري في إدارة المرور، وثقتنا بأنفسنا وعدم الخوف من خوض هذه التجربة، سيعزز من فرص تطورنا أكثر".
وتأمل أبو عبيد بأن يتم تطبيق هذه المبادرة في كافة المحافظات الفلسطينية، لما لها من أهمية في تنظيم حركة السير والتعامل مع الحالات التي يجب أن يتوفر فيها العنصر النسائي.
الناطق باسم الشرطة العقيد لؤي ارزيقات، يوضح بأن نحو 3% من أفراد الشرطة من النساء، وأن بعضهن في مناصب عليا كنائب مدير شرطة محافظة، ومديرة مركز ومدير ادارة حماية الاسرة والأحداث وغيرها، كما أن الجهاز يسعى إلى زيادة العدد في السنوات القادمة.
ويضيف: أنه تم تأسيس وحدة النوع الاجتماعي في جهاز الشرطة بتوجيهات من مدير عام الشرطة اللواء حازم عطا الله، حيث ترأسها شرطية برتبة رائد تعقد دورات خاصة بالشرطيات ودعمهن بشكل مستمر.
ويؤكد أن جهاز الشرطة سيعمل على تعميم الفكرة على كافة المحافظات، كما ستعمل الشرطية على تحرير المخالفات ومتابعة كافة القضايا انطلاقا من النوع الاجتماعي والمساواة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات داخل جهاز الشرطة.
وفا