اكتشف العلماء العلامات الأولى للحياة على الأرض، حيث عثر على بقايا متحجرة من الحياة الميكروبية يعود تاريخها إلى 3.22 مليار سنة في حزام باربرتون غرينستون، في جنوب إفريقيا.
وقبل 3 مليارات عام، وحسب صحيفة "ديلي ميل"، كانت الأرض عالما مائيا يتمتع بجو غني بالميثان، ونتيجة لذلك، تتراكم البكتيريا التي تتغذى على الأوكسيجين بالقرب من الفتحات المجهرية الموجودة في قاع المحيط، وعندما بدأت اليابسة في الظهور، اندفعت أجزاء من قاع البحر إلى السطح. ويعتقد الخبراء منذ زمن أن الكائنات البدائية انتقلت من المحيطات التي غطت غالبية الكوكب في ذلك الوقت، إلى أول قارة عملاقة في العالم منذ حوالي 2.7 مليار سنة. ومع ذلك، فإن آخر الأدلة تدفع إلى تقديرات تسبق ذلك الاعتقاد بـ500 مليون سنة.
ولم تكن أول جزيرة عملاقة "كينورلاند"، قد تشكلت بالكامل حتى قبل 2.7 مليار سنة، وظل الخبراء يعتقدون في السابق أن الميكروبات التي تعيش على الأرض تعود إلى ذلك التاريخ.
وعثر على أمثلة من الكائنات التي تعيش على اليابسة، يعود تاريخها إلى 2.7 مليار سنة في موقع مختلف في حزام باربرتون غرينستون، وفقا لموقع "The Scientist".
ولكن دراسة أجريت العام الماضي، أشارت إلى أن الميكروبات التي عثر عليها في بركان يبلغ من العمر 3.5 مليار عام، في منطقة بيلبارا بأستراليا الغربية ربما عاشت أيضا على اليابسة.
وشملت الأدلة فقاعات محفوظة بشكل جيد، ومحاصرة في سائل ميكروبي لزج وطبقات من الصخور التي شكلتها الكائنات الحية الدقيقة القديمة، ومع ذلك، لم تكن هذه النتائج قاطعة.
أما الآن، فقد اكتشف العلماء بقيادة، مارتن هومان، من المعهد الأوروبي للدراسات البحرية، أول دليل قاطع على الحياة الأرضية القديمة، والذي يوضح أن الحياة كانت موجودة على الأرض منذ 3.2 مليار سنة مضت، بحسب أستاذ علوم الأرض والغلاف الجوي في جامعة ألبرتا في كندا، كورت كونهاوزر، والذي لم يشارك في البحث.
وذكر العلماء في الورقة البحثية التي نشرت في مجلة "Nature Geoscience"، أن "استعمار اليابسة القارية الناشئة عن طريق الحياة الميكروبية كان خطوة تطورية ذات أهمية قصوى في تاريخ الأرض".
وأضافوا قائلين: "نبلغ هنا عن الأدلة الأحفورية المباشرة للحياة على الأرض قبل 3220 مليون سنة، على شكل حصى جرثومية أرضية تقوم بتجميع تكتلات مائية وحجارة رملية في حزام باربرتون غرينستون جنوبي إفريقيا".
ونظر العلماء إلى الصخور الرسوبية القديمة التي عليها بصمات من البكتيريا تسمى "الحصيرة الميكروبية".
ويعتقد العلماء أن هذه الصخور الرسوبية كانت في يوم من الأيام جزءا من نهر دلتا القديم، وتوصل الباحثون إلى هذا الاستنتاج بتحليل نظائر الكربون العضوي والنيتروجين داخل العينات التي اختلفت بشكل واضح عن العينات البحرية، ما يوحي بأن الميكروبات قد طورت أشكالا مختلفة من الأيض لتعيش على الأرض.