دمّر الجيش الإسرائيلي الأربعاء، منصة الصواريخ التي أُطلقت منها قذيفتي "غراد" من سوريا إلى بحيرة طبريا، إلى جانب مهاجمته المنطقة التي تقع بها المنصة.
وبحسب ما أعلنه الناطق بلسان الجيش الاسرائيلي، يأتي هذا الهجوم ردًا على سقوط القذيفتين في الأراضي الإسرائيلية. وأشار الجيش إلى أنه نفّذ رده "جوا، وعبر قصف مدفعي". ويرجّح الجيش الإسرائيلي أن تنظيم داعش هو الذي أطلق هاتين القذيفتين بعد ظهر الأربعاء.
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية ما كان مؤكدًا وأن الجيش الاسرائيلي هاجم تنظيم الدولة الاسلامية، وتسبب بمقتل عدد من مسلحي التنظيم الارهابي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية: "حاول مسلحون من (داعش) في حوالي الساعة 21:30 بتوقيت موسكو (21:30 بتوقيت دمشق) استفزاز القوات الإسرائيلية لتوجيه ضربة ضد قوات تابعة للجيش السوري، وذلك من خلال ضرب الأراضي الإسرائيلية من مناطق بلدتي نافعة والشجرة (محافظة القنيطرة)".
وأضافت: "ولقي جميع الإرهابيين من داعش مصرعهم، ودمرت منصات صواريخ بضربة جوابية دقيقة وفورية من جانب سلاحي الجو والمدفعية الإسرائيلية".
ولم تسفر هاتين القذيفتين عن أي خسائر بشرية أو أضرار في الجانب الإسرائيلي. علما أن صافرات الإنذار دوت في القسم الذي تسيطر عليه إسرائيل من هضبة الجولان، عند إطلاق القذيفتين.
وأغلقت الشرطة الإسرائيلية مقطعا من الشاطئ والبحيرة، على أن تستأنف أعمال التمشيط صباح الخميس، وذلك بعدما رصد سقوط القذيفتين في البحيرة.وتشتد المعارك في محافظة السويداء القريبة من المنطقة، وفي محافظة درعا التي تحد الحدود بين الأراضي السورية والأراضي الواقعة تحت سيطرة اسرائيل في هضبة الجولان.
وقتل أكثر من 150 شخصًا بين مدنيين ومقاتلين بالجيش السوري وحلفائهم في سلسلة تفجيرات انتحارية نفذها تنظيم الدولة الإسلامية في مدينة السويداء وريفها في جنوب سوريا قبل أن يشن هجوماً في المنطقة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وبحسب الوكالة السورية للأنباء تابعت وحدات من الجيش العربي السوري العاملة في ريف درعا الجنوبي الغربي عملياتها ضد أوكار وبؤر إرهابيي تنظيم “داعش” موسعة نطاق سيطرتها في محيط بلدة جلين في منطقة حوض اليرموك بعد تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد.
وعادة ما تنزلق طلقات نارية من الجانب السوري الى الجانب الواقع تحت سيطرة اسرائيلية، في ظل اقتراب المعارك من المنطقة الحدودية، وخصوصا مع اقتراب العمليات في منطقة جنوب الجولان - حيث يسيطر "جيش خالد بن الوليد" المبايع لتنظيم داعش الارهابي على منطقة حوض اليرموك. ويقوم الجيش الإسرائيلي بتحميل المسؤولية للجيش العربي السوري، وعادة ما يرد بقصف تجاه مواقع تابعة للجيش السوري بمحاذاة المنطقة الحدودية.
وناقشت اسرائيل وروسيا في الأيام الأخيرة العودة الى العمل باتفاق فض الاشتباك أو فصل القوات في الجولان المعمول به منذ العام 1974، في حين هددت اسرائيل وحذرت مرارا وتكرار بأن أي محاولة سورية للانتشار في المنطقة منزوعة السلاح بحسب اتفاق فض الاشتباك، ستواجه "برد عنيف"! بينما رفض أمس رئيس الوزراء نتنياهو أي انتهاك للأجواء الاسرائيلية. وذلك عقب إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أسقط مقاتلة سورية الثلاثاء من طراز سوخوي "بإطلاق صاروخي باتريوت" عليها، ما تسبب بمقتل أحد الطيّارين وفقدان الطيّار الآخر.
ونصت الاتفاقية على أن يراعي الطرفان السوري والإسرائيلي، وبدقة وقف إطلاق النار في البر والبحر والجو، وأن يمتنعا عن جميع الأعمال العسكرية فور توقيع هذه الوثيقة تنفيذا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 338 الصادر في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
ولا تزال اسرائيل وسوريا رسميا في حالة حرب. ومنذ حرب حزيران/ يونيو 1967 تحتل إسرائيل 1200 كلم مربع من هضبة الجولان (شمال شرق) ولم تعترف المجموعة الدولية بضمها الى السيادة الإسرائيلية الذي تم من خلال سن قانون في 1981 فيما تبقى حوالي 510 كلم مربع تحت السيطرة السورية.وخط وقف إطلاق النار في الجولان كان يعتبر هادئا نسبيا في السنوات الماضية لكن الوضع توتر مع الحرب في سوريا التي اندلعت في 2011.